وتوقع بيرش، في تصريحات لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أن "يبزغ فجر الوعي في أنظمة الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2035"، في وقت يستعد فيه قادة العالم للقاء في مدينة سان فرانسيسكو لمناقشة قوانين وتنظيمات جديدة لحماية البشر من المخاطر المرتبطة بتطور الذكاء الاصطناعي.

البروفيسور بيرش يعارض بشدة ما طرحه بعض الأكاديميين الذين اعتبروا أنه يجب منح الذكاء الاصطناعي حقوقًا مشابهة لتلك التي يتمتع بها البشر أو حتى الحيوانات. وأكد أن هذه الأنظمة مهما تقدمت لن تتمكن أبدًا من الشعور بالعواطف الإنسانية مثل الألم أو الفرح، مشيرًا إلى أن شركات الذكاء الاصطناعي تركز فقط على مصالحها التجارية وربحيتها، ما قد يسبب ظهور "وجود واعي" يمكن أن يشكل تهديدًا للبشر.

وأشار بيرش إلى أن أحد الطرق لتقييم مستوى الوعي في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مشابهًا لنظام تصنيف الوعي المستخدم في تحديد حقوق الحيوانات، حيث يمتلك الأخطبوط، على سبيل المثال، درجة أعلى من الوعي مقارنة بالحلزون أو المحار. وطرح سؤالًا حول ما إذا كان بإمكان الروبوتات أو برامج الدردشة الآلية أن تشعر بالحزن أو الفرح.

وفي هذا السياق، دعم البروفيسور باتريك بوتلين من "معهد الأولويات العالمية" بجامعة أكسفورد النظرية التي طرحها بيرش، مشيرًا إلى ضرورة إبطاء تطور الذكاء الاصطناعي لدراسة آثاره السلبية المحتملة على البشرية قبل السماح بتقديمه بمزيد من الوعي.

لكن لا يتفق جميع الخبراء مع الفكرة القائلة بأن الذكاء الاصطناعي قد يكتسب الوعي في المستقبل القريب. حيث يرى عالِم الأعصاب أنيل سيث، الباحث المرموق في مجال الوعي، أن هذا الأمر لا يزال بعيدًا وقد يكون من المستحيل حدوثه.

ومن المثير للانتباه أن الشركات الكبرى مثل "مايكروسوفت"، "بيربليكسيتي"، "ميتا"، "أوبن أي آي" و"غوغل" رفضت الانضمام إلى الدعوات الأكاديمية التي تطالب بتقييم نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها فيما يتعلق بالوعي. 

هذا الموضوع يفتح الباب أمام مزيد من النقاشات العالمية حول مستقبل الذكاء الاصطناعي والتحديات الأخلاقية التي قد ترافقه مع تطوره.