أصبحت دبي مركزاً إقليمياً رائداً لشركات «فوركس»، في السنوات الأخيرة، وزاد إقبال الشركات عليها باعتبارها تتمتع بنبض قوي لجذب أكبر الشركات العالمية، وأصحاب الثروات المالية، وفي كافة المجالات والقطاعات الاستثمارية والاقتصادية.
وأشارت شركات عالمية اتخذت من دبي مقراً لها مؤخراً إلى العوامل الرئيسية المشجعة على ذلك، وأهمها موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، ما يوفر اتصالاً مميزاً بالأسواق العالمية، ووضع إطار تنظيمي قوي تشرف عليه بشكل أساسي سلطة دبي للخدمات المالية، ما يضمن بيئة تداول آمنة وشفافة.
ووفقاً للشركات، فإن الاستقرار الاقتصادي والإعفاءات الضريبية، بما في ذلك عدم وجود ضرائب على أرباح رأس المال أو أرباح التداول، تساهم في جذب الشركات، التي تسعى إلى تعظيم أرباحها.
كما تدعم البنية التحتية المتطورة في دبي، لا سيما في المناطق المالية مثل مركز دبي المالي العالمي ومركز دبي للسلع المتعددة، احتياجات شركات «فوركس»، وقد ساهمت السياسات الاقتصادية لحكومة الإمارات، وإنشاء مناطق حرة مخصصة في جذب الشركات إلى الإمارة.
تُعد دبي وجهةً جذابةً للمهنيين في هذا القطاع بفضل جودة الحياة الاستثنائية، والتنوع الثقافي الذي تتميز به. تَوّجت هذه العوامل مجتمعةً دبي وجهةً رائدة لهذه الشركات التي تبحث عن قاعدة إقليمية استراتيجية.
انتقال واستقرارأكد عدد من الشركات العالمية التي التقتها «الخليج»، على هامش المعرض الذي انتهى الثلاثاء، والتي هي في طور الانتهاء من عمليات الحصول على التراخيص اللازمة من هيئة الأوراق المالية والسلع لتدشين أعمالها من دبي، أن اختيار الإمارة جاء نتيجة للكثير من المزايا التي تفضلها الشركات في دبي عن غيرها من المدن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأوضحوا أن بيئة الأعمال في دبي شجعت العشرات من شركات التداول على التوجه إليها والانطلاق منها إقليمياً، لجذب المستثمرين وأصحاب الثروات، والمزيد من المتداولين الجدد، لا سيما الجيل الجديد من الشباب، والذين باتوا يمتلكون ثروات هائلة، ويبحثون عن أماكن لاستثمارها فيها.
ولفتوا إلى أن الكثير من الشركات التي تشارك في المعرض لأول مرة قرروا بعد انتهاء المعرض أن يوجدوا بشكل رسمي في الإمارة، بعد أن وقّعوا شراكات وتوأمة مع شركات موجودة في دبي، لا سيما أن هيئة الأوراق المالية والسلع هي المعنية بإصدار التراخيص اللازمة لشركات التداول عبر الإنترنت في الإمارات. حتى اللحظة لا توجد أعداد محددة لشركات «فوركس»، التي تعمل في دبي والإمارات، بينما يشهد المعرض نمواً لافتاً كل عام في عدد الشركات المشاركة، حيث استضافت نسخة هذا العام أكثر من 200 شركة، بنمو 33% عن العام الماضي، الذي شاركت فيه 150 شركة.
لماذا دبي؟تقول مادالينا روتارو مدير العمليات للمجموعة – NAGA: «استفادت شركات تداول العملات الأجنبية «فوركس» من مزايا فريدة في دبي والإمارات، تُميزها عن نظيراتها في الدول المجاورة. يتمثل أحد أهم هذه المزايا في وجود مناطق مالية حرة متخصصة، مثل مركز دبي المالي العالمي، الذي يُوفر إطاراً تشريعياً قائماً على القانون العام ونظاماً تنظيمياً مستقلاً، ما يُهيئ بيئة قانونية مألوفة للشركات الدولية. علاوة على ذلك، يُسهم النظام البيئي المتطور للتكنولوجيا المالية (FinTech) في إيجاد فرص قيّمة لتطوير منصات تداول «فوركس» مُبتكرة».
وأضافت: «تُقدم دبي فعاليات ومؤتمرات عالمية المستوى، مثل معرض دبي ل«فوركس»، تتيح فرصاً استثنائية للتواصل وتنمية الأعمال، وتُسهم مكانة الإمارة كوجهة فاخرة في اجتذاب أصحاب الثروات كعملاء مُحتملين».
تقول رزان هلال، محللة الأسواق في «فوركس»، تتميز دبي بموقعها الاستراتيجي، واقتصاد مستقر، ومزايا ضريبية جذابة، والتزامها بالابتكار، ما يجعلها مركز جذب للأفراد ذوي الثروات العالية ووجهة مثالية لشركات الفوركس.
وأضافت: «نوفر لأصحاب الثروات العالية وحجم التداولات الكبيرة تجربة VIP مميزة، تتضمن استرداداً نقدياً، ودعماً احترافياً مخصصاً، وإمكانية الوصول إلى الأنشطة الخاصة».
مركز اقتصاديأكد نضال عبد الهادي مستشار مجلس الادارة في NEEX، إحدى شركات التداول المشاركة في المعرض، أن اتجاه الشركات العالمية لافتتاح مقرات إقليمية لها في دبي والإمارات يعود لعدة أسباب وجيهة، حيث توفر الإمارة بيئة أعمال مستقرة وبنية تحتية عصرية، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين الأسواق العالمية.
وقال: «تبرز دبي بصفتها وجهة مفضّلة لشركات التداول والاستثمار بفضل مزاياها الفريدة مقارنةً بدول الجوار. تتمتع بإطار قانوني وبيئة تشريعية مناسبة، إلى جانب مناطق حرة متخصصة تُسهّل العمليات التجارية».
0 تعليق