كشفت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، عن إدراج محمية جزيرة صير بونعير، رسمياً، في القائمة الخضراء للمناطق المحمية التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، في خطوة نوعية تتوج جهود الهيئة في الالتزام بتطبيق أعلى المعايير والممارسات العالمية المعتمدة في الإدارة المستدامة، والحفاظ على التنوع البيئي في المحميات الطبيعية، وبما يسهم في ترسيخ المكانة الرائدة للإمارة على صعيد العمل البيئي المستدام.
هنأت هنا سيف السويدي، رئيس الهيئة، فرق العمل المحلية والخبراء الدوليين والمجموعات التقييمية المشاركة في تحقيق الإنجاز، مؤكدة أنه ثمرة جهود تعاونية مشتركة بين الهيئة وشركائها، ما يُبرز التزام الشارقة بالاستدامة البيئية، ويعزز موقعها باعتبارها مركزاً عالمياً للابتكار البيئي.
وقالت: «هذا الإنجاز المهم يعد اعترافاً دولياً بجهود الشارقة التي يقودها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تعزيز الاستدامة البيئية، وحماية التنوع الحيوي، كما يمثل امتداداً للجهود المستمرة التي تبذلها الإمارة في تعزيز التعاون الدولي في مجال حماية البيئة».
وتابعت: «هذا الإدراج يعكس رؤية الهيئة في إشراك المجتمعات المحلية والدولية في الحفاظ على التراث البيئي للأجيال القادمة، وتنسجم مع تطلعاتها إلى الاستفادة من هذا الإنجاز كمنصة لإطلاق مبادرات ومشاريع جديدة، مستقبلاً، تعزز من مكانة الشارقة في مجال الاستدامة البيئية، وتدعم الجهود العالمية للتصدي للتحديات البيئية».
وأشارت إلى أن المحمية أضحت واحدة من أبرز المحميات الطبيعية في الدولة، ونموذجاً يحتذى إقليمياً وعالمياً، فهي تُعرف بتنوعها البيولوجي الغني، وموقعها الاستراتيجي الذي جعلها ملاذاً للطيور البحرية والكائنات البرية النادرة.
ولفتت هنا السويدي إلى أن نيل الجزيرة لهذه الشهادة العالمية المرموقة، والتي تمتد حتى 5 ديسمبر/ كانون الأول 2029، يأتي بعد استيفائها الكامل لمعايير وشروط الإدراج في القائمة الخضراء، والتي تشمل الإدارة المتكاملة، والشراكة المجتمعية الفعالة، والالتزام بمبادئ الحوكمة، والمراقبة البيئية المستمرة.
وأكدت أن الإنجاز يشكل دافعاً قوياً للمضي قدماً في المساعي الرامية إلى العمل بجهد أكبر في سبيل تحقيق التوازن بين خطط التطور الاقتصادي والاجتماعي وحماية الموارد الطبيعية، ودليلاً حيّاً على أن المحافظة على البيئة جزء أصيل في خطط التنمية المستدامة.
وأوضحت أن الهيئة تواصل تطوير استراتيجيات متقدمة، تضمن المحافظة على الموارد الطبيعية، وتسهم في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.
حياة مرجانية
تغطي جزيرة صير بو نعير مساحة 13 كيلومتراً مربعاً، وتقع في مياه الخليج العربي على بعد 110 كيلومترات شمال إمارة الشارقة، وتنفرد بنظام بيئي مميز تحده الشواطئ الرملية الذهبية، وتزخر مياهه الصافية بحياة مرجانية وسمكية ثرية.
وأُعلنت الجزيرة محمية طبيعية في عام 2000 بموجب المرسوم الأميري رقم (25) الصادر عن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتعززت الأهمية الدولية لهذه المحمية، وأثمر ذلك عن إدراج اسمها في الاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة (رامسار)، بهدف المحافظة على عناصرها البيئية، كما انضمت إلى قائمة اليونيسكو التمهيدية لمواقع التراث العالمي، وقبولها في إطار مذكرة تفاهم حول الحفاظ على السلاحف البحرية وموائلها الطبيعية في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا IOSEA.