أبوظبي: ميثا الآنسي
استطاعت الإماراتية علياء جاسم الصابري، أن تحول شغفها بالفروسية إلى مصدر إلهام لمشروع ريادي في عالم الملابس الرياضية، وتروي ل«الخليج» تفاصيل رحلتها، والتحديات التي واجهتها، وكيف استطاعت المزج بين شغفها وهوايتها لإنشاء علامة تجارية مميزة.

واكبت علياء المستجدات عبر تطوير خطوط إنتاجية جديدة تخاطب لغة العصر لمختلف الفئات والشرائح، حيث بادرت بإنتاج 4 تصميمات عصرية، منها مجموعة جديدة من الحقائب بإلهام من ألوان الخيل وجمالياتها، لتلبي شغف عشاق الخيل ومحبي تفاصيلها الفريدة، وتتضمن التصاميم عناصر مستوحاة من طبعات الخيل وحدوة الحصان والسرج، لتكون مزيجاً من الأناقة والتميز للرجال والنساء، إضافة إلى حامل بطاقات، وحافظ للهواتف الذكية، وأساور للساعات الذكية. 

وتشارك علياء في المعارض والمهرجانات والبطولات المحلية والدولية، حيث شاركت خلال العام الماضي 2024 في 8 فعاليات، أبرزها معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، وفي كأس أكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية في قفز الحواجز، ومعرض ليوا، وتشارك أيضاً نهاية يناير/ كانون الثاني الجاري في مهرجان الحصن.
جمال وقوة
تقول علياء لـ«الخليج»: إن علاقتها بالفروسية بدأت عندما كانت في الثامنة من عمرها، وترى في الخيول رمزاً للجمال والقوة، فشعرت برغبة ملحّة لتجربة ركوب الخيل، وهذه البداية البسيطة كانت الخطوة الأولى نحو شغف عميق تطور ليصبح جزءاً من حياتها، لذلك تعلمت أساسياتها في أحد الأندية المحلية، ولم تكن تعلم حينها أن هذه الرياضة مصدر إلهامها الأكبر، وأنها مدرسة حياة، تعلّم الإنسان الصبر، الاحترام، والتواصل غير اللفظي، وهذه القيم أصبحت جزءاً من شخصيتها، وأسهمت في صقل مهاراتها في إدارة الضغوط واتخاذ القرارات بثقة، فما جذبها إلى الفروسية هو العلاقة الفريدة التي تجمع بين الفارس والحصان.
وأوضحت أنها وجدت في الفروسية وسيلة لتحقيق التوازن النفسي والجسدي، حيث إن الوقت الذي تقضيه مع الخيول يمنحها شعوراً بالسلام الداخلي، ويتيح لها الهروب من ضغوط الحياة اليومية.

وأشارت إلى أن من أبرز التحديات التي واجهتها في رحلتها، كانت مواجهة مخاوفها الشخصية، وتصف هذه التجربة بأنها رحلة مواجهة مع النفس، وتعلمت أن الثقة بالنفس والشجاعة هما مفتاح النجاح، سواء في الفروسية أو في الحياة.
جودة وابتكار
استلهمت علياء من شغفها بالفروسية فكرة إنشاء علامة تجارية للملابس الرياضية المخصصة لهذه الرياضة، كان هدفها تقديم تصاميم تعكس أناقة الفرسان وهويتهم، مع التركيز على الجودة والابتكار، وقالت: إن مشروعها كان فرصة للجمع بين شغفها بالرياضة والفنون، مع تقديم بصمة إماراتية مميزة في هذا المجال.
بدأت مشروعها في ظروف صعبة خلال جائحة «كوفيد-19»، التي أثّرت على حركة البيع والشراء، كما واجهت تحديات في فهم احتياجات الفرسان، خصوصاً في ما يتعلق بالراحة وجودة المواد، وكان عليها شق طريقها في سوق مزدحم بعلامات تجارية ذات خبرة، ما تطلب منها الكثير من البحث والعمل الجاد لتقديم منتجات مميزة تلبي احتياجات محبي الفروسية.
تصاميم
أكدت علياء أنها ركزت في تصاميمها على المزج بين الجماليات العملية والأناقة، مستلهمة أفكارها من عالم الفروسية، وتصف تصاميمها بأنها انعكاس لتجربتها الشخصية مع الخيل، وتهدف إلى تقديم منتجات ليست فقط للفرسان المحترفين، بل لكل من يطمح لتبني هذا الأسلوب الحياتي المملوء بالأناقة والشغف.
رؤية مستقبلية
أشارت علياء جاسم الصابري إلى أنها ترى أن مستقبل الفروسية في الإمارات مشرق ومملوء بالفرص، خصوصاً مع الاهتمام المتزايد من الشباب بهذه الرياضة، كما تؤمن أنها جزء من التراث الإماراتي الذي يعكس القيم الأصيلة، وتشيد بالدعم الكبير الذي تقدمه الدولة لتطوير البنية التحتية للفروسية، سواء من خلال الأندية أو الفعاليات المحلية والدولية.
وأضافت بخصوص اللترويج لعلامتها التجارية: إنها تعتمد على الحضور في الفعاليات والمسابقات الفروسية، إضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لعرض منتجاتها بأسلوب يعكس قيم العلامة، كما تسعى للتوسع دولياً، من خلال المشاركة في الفعاليات العالمية الخاصة بالفروسية، ما يعزز حضور علامتها التجارية خارج الإمارات.
نصيحة
قالت موجهةً نصيحة لكل من يرغب في دخول عالم الفروسية، أو بدء مشروع مشابه بعدم التردد والمثابرة، مؤكدة أن التحديات فرص للتعلم والنمو.
وتشجع علياء على الإيمان بالقدرات الشخصية والسعي لتحقيق الأحلام، مشيرة إلى أن «كل خطوة صغيرة تقربنا من أهدافنا وتفتح لنا آفاقاً جديدة».