كشف الفوتوغرافي علي السنيدار، الحائز على المركز الأول في مسابقة التصوير الفوتوغرافي (العالمية) حول جودة الحياة في المدن، والتي أقيمت قبل يومين في جمهورية مصر العربية عن طبيعة الصور التي فاز بها في المسابقة.
وعرض السنيدار في منشور على منصة إكس رصدته "النقار" ثلاث صور التقطها في صنعاء، الأولى لامرأتين بالزي التقليدي والثانية ترسم مشهدا لطفلين أحدهما يحمل بندقية والآخر يحمل حقيبة مدرسية، فيما الصورة الثالثة هي للحاج عبد الله مرمم المنازل الشهير في مدينة صنعاء القديمة، موضحا: "خلال مشاركتي في ھذه المسابقة، أردت أن أوثق ثلاثة جوانب مختلفة من جودة الحیاة في صنعاء القدیمة بشكل خاص والیمن بشكل عام".
وحول طبيعة الصور الثلاث، أوضح السنيدار أنه في الصورة الأولى: تظھر امرأتین بزي یمني تقلیدي (الستارة والشرشف) في أحد أحیاء صنعاء القدیمة، وھُن ذاھبات لتأدیة مراسیم التھنئة لأم وضعت مولوداً جدیداً، مشيرا إلى ھذا التقلید یعكس قوة الروابط المجتمعیة والتكافل بین الناس. بالرغم من كل الصعوبات، ما زال الناس ھنا یحتفلون بالحیاة ویعبرون عن الفرح بطرق تراثیة.
ھذه الصورة تمثل جودة الحیاة بمعناھا الإنساني الأصیل، حیث یتكاتف المجتمع ویظل متماسكاً، ویحتفي بأبسط الأمور، مثل قدوم مولود جدید.
وفي الصورة الثانیة التي تحمل مشھداً لطفلین؛ أحدھما یحمل السلاح والآخر یحمل حقیبة مدرسیة، هي تعكس واقعاً مریراً ومعقداً. إنھا تجسد التحدیات التي تواجه الأطفال في مجتمعنا والعدید من المجتمعات في المنطقة. أحدھم یسیر على درب تقلیدي مليء بالمخاطر، بینما یسعى الآخر نحو طریق المعرفة والعلم. ھذه الصورة ھي تذكیر بأھمیة تمكین الشباب وتوفیر بیئة تعليمية ومعيشية آمنة لھم، حتى یتمكنوا من تحقیق أحلامھم والمساھمة في مستقبل أفضل.
أما الصورة الثالثة: فھي للحاج عبدﷲ، رجل أفنى عمره في ترمیم بیوت صنعاء القدیمة، ھو رمز للمثابرة والحب غیر المشروط للمدینة، یعمل بیدیه لتحافظ صنعاء على ھویتھا التار یخیة وجمالھا العتیق، حتى وإن كان ذلك تطوعیاً في كثیر من الأحیان. في ھذه الصورة، أرى جودة الحیاة من منظور العطاء، وحب الأرض، والحرص على التراث. إنه تذكیر بأن جودة الحیاة لیست فقط ما نحصل علیه، بل أیضاً ما نقدمه للمجتمع وللأجیال القادمة.
0 تعليق