نجح مؤتمر باريس لمساعدة لبنان الخميس في جمع نحو 800 مليون دولار لتخفيف الأزمة الانسانية ومساعدة النازحين، إضافة إلى نحو 200 مليون دولار دعم الجيش اللبناني، وفق ما أعلنت الخارجية الفرنسية.
وحذر الرئيس إيمانويل ماكرون خلال افتتاح المؤتمر من خطر انزلاق "بلاد الأرز" نحو حرب أهلية جديدة فيما يتواصل القصف الإسرائيلي حيث قتل ما لا يقل عن 1552 شخصا خلال شهر واحد. وفي نفس السياق دعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف لإطلاق النار في بلاده.
كما عبر عن شعوره بالأسف لأن "إيران زجت بجماعة حزب الله اللبنانية إلى مواجهة مع إسرائيل". في الوقت نفسه انتقد الرئيس الفرنسي العمليات الإسرائيلية في جنوب لبنان.
وإلى جانب الدعم المالي والعسكري، حذر ماكرون من خطر الانزلاق نحو حرب أهلية جديدة في لبنان، مشيرا إلى أن النزوح الجماعي الداخلي، خاصة من الجنوب إلى العاصمة بيروت، قد يزيد من حدة التوترات الطائفية والسياسية القائمة. وأكد أن تقسيم البلاد مجددا على أسس طائفية من شأنه أن يعيدها إلى سيناريوهات الحرب الأهلية المدمرة التي عانى منها لبنان في العقود الماضية.
لبنان "على شفير الانهيار"
ودعا ماكرون القادة اللبنانيين إلى إدراك "القيمة الاستثنائية للتنوع اللبناني"، وضرورة الوحدة من أجل مستقبل البلاد، مشددا على أن الحل الوحيد يكمن في الحفاظ على الوحدة الوطنية والعمل المشترك لتجنب استغلال لبنان كساحة لتصفية حسابات الآخرين.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو عبر منصة إكس: "هذا البلد (لبنان)، صديق فرنسا، هو على شفير الانهيار... من واجبنا أن نتحرك، ولذلك قامت فرنسا بهذه المبادرة".
ومن جهته، ذكّر ميقاتي بالقرار الأممي 1701 قائلا "يبقى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، بصيغته الحالية، حجر الزاوية للاستقرار والأمن في جنوب لبنان"، وهو موقف يحظى بتأييد واسع خاصة من فرنسا.
وتابع رئيس الوزراء اللبناني: "التنفيذ الكامل والفوري لهذا القرار من جانب لبنان وإسرائيل من شأنه أن يحافظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه ويوفر الأمن على حدودنا الجنوبية التي يمكن أن تسمح للمجتمعات النازحة بالعودة إلى مناطقها".
وبعد عام على تبادل القصف عبر الحدود على خلفية الحرب في قطاع غزة، دخلت إسرائيل مع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في مواجهة مفتوحة اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر.
وكثّفت الدولة العبرية غاراتها الجوية على مناطق لبنانية خصوصا معاقل الحزب في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت، وأطلقت ما أسمته عمليات برية "محدودية" في المناطق الحدودية.
وتقدمت فرنسا والولايات المتحدة معا باقتراح لوقف مؤقت لإطلاق النار في أيلول/سبتمبر خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو اقتراح حظي بدعم العديد من الدول ولكنه لم يحظ حتى الآن بتأييد إسرائيل.
لبنانفرنساإسرائيلمساعدات إنسانيةحزب اللهإيمانويل ماكروننجيب ميقاتي.
0 تعليق