تواصل شركة ميتا إثارة الجدل حول سياسات الخصوصية على منصاتها، حيث كشفت عن ميزة جديدة ستساعد المستخدمين في استعادة الوصول إلى حساباتهم باستخدام تقنية التعرف على الوجه، وهو ما يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول خصوصية البيانات.
على الرغم من الانتقادات الواسعة التي تواجهها ميتا بسبب ممارساتها في جمع البيانات، فإن الشركة لا تزال تتمسك بهذه السياسات، وتقدم الآن خيارًا جديدًا للمستخدمين الذين فقدوا الوصول إلى حساباتهم، سواء بسبب نسيان كلمة المرور أو البريد الإلكتروني أو الهجمات السيبرانية. وتعتبر هذه المرة الثانية التي تعود فيها ميتا لاستخدام تقنية التعرف على الوجه بعد أن تخلت عنها قبل ثلاث سنوات، عقب انتقادات واسعة نتيجة استخدامها في التعرف على صور المستخدمين.
تعتمد ميتا الآن على هذه التقنية للوصول إلى الحسابات المفقودة من خلال طلب المستخدم رفع صورة أو مقطع فيديو يظهر تفاصيل وجهه من زوايا مختلفة. تقوم الشركة بمقارنة الصورة أو الفيديو مع الصور الموجودة في حسابات المستخدم على منصتي فيسبوك وإنستقرام. وبمجرد استعادة الحساب، يتم حذف الصورة أو الفيديو تلقائيًا كإجراء لحماية بيانات المستخدمين.
لكن الشركة تتخذ أيضًا خطوات لمكافحة الإعلانات الاحتيالية التي تستخدم صور المشاهير أو مقاطع الفيديو الخاصة بهم دون إذن. ولتسهيل ذلك، ستكون حماية المشاهير ضد هذا النوع من الإعلانات تلقائية لأي شخص يرفع شكوى حول استخدام صورته في إعلانات كاذبة.
على الرغم من التأكيدات من ميتا أن البيانات المرفوعة يتم حذفها بمجرد استعادة الحساب، يظل القلق قائمًا حول كيفية حماية هذه البيانات من التسريب. إذ أن ميتا تواجه تحديات مستمرة في تأمين بيانات المستخدمين، ما يزيد من المخاوف بشأن استمرار تسريبات البيانات الشخصية.
في الوقت نفسه، أشار الباحث كريس جيليارد إلى أن ميتا تواصل اتخاذ خطوات مثيرة للقلق في جمع بيانات المستخدمين، رغم تأكيداتها بأنها لا تبيع أو تسرب هذه البيانات. ويرى جيليارد أن هذا يبرز الحاجة الملحة لوجود قوانين تحمي حقوق المستخدمين وبياناتهم.
مقارنة بهذه الخطوات، تتجه معظم منصات الإنترنت إلى الاعتماد على طرق أكثر أمانًا مثل "المفاتيح الآمنة" والمصادقة الحيوية بدلاً من كلمات المرور التقليدية. وعلى الرغم من أن خطوة ميتا قد تبدو مفيدة للبعض، فإنها في الوقت نفسه تثير الكثير من الأسئلة حول إمكانية استخدامها في أغراض تسويقية أو حتى في تسريب البيانات.
ويبقى السؤال الأكثر إلحاحًا.. هل تستطيع ميتا ضمان عدم استخدام هذه التقنية في مجالات أخرى قد تهدد خصوصية المستخدمين، أم أن بياناتهم ستصبح عرضة للاستخدام التجاري أو التسريب؟
0 تعليق