واجهت شركة "ميتا" عقبة غير متوقعة في خططها الطموحة لبناء مركز بيانات جديد مخصص لمشاريع الذكاء الاصطناعي، وذلك بسبب اكتشاف وجود نحل نادر في موقع البناء المخطط له. وفقًا لتقرير نشرته وكالة "إنترستينغ إنجينيرينغ"، توقفت الشركة عن استكمال المشروع بسبب المخاوف البيئية التي أثارها هذا الاكتشاف، حيث تم العثور على هذا النوع النادر من النحل في الأرض المخصصة للمشروع.
تسعى "ميتا"، التي يقودها مارك زوكربيرغ، لتطوير مركز بيانات يتماشى مع استراتيجية الشركة في توسيع قدرات الذكاء الاصطناعي. وبهدف دعم هذه المشاريع المتعطشة للطاقة، كانت الشركة تأمل في تأمين صفقة مع مشغل محطة طاقة نووية لتوفير طاقة صديقة للبيئة لمرافقها الجديدة. ورغم ذلك، فقد تسببت المخاوف البيئية المتعلقة بحماية النحل في توقف المشروع، ما أدى إلى تعقيدات إضافية.
وتعتبر هذه المشكلة جزءاً من تحديات أوسع تواجهها شركات التكنولوجيا الكبرى التي تسعى إلى تبني مصادر طاقة مستدامة تواكب احتياجات الذكاء الاصطناعي الضخمة. ومن بين هذه التحديات، ضرورة البحث عن مصادر طاقة خالية من الكربون لتشغيل مراكز البيانات التي تشهد طلبًا متزايدًا على الطاقة.
وفي هذا السياق، أشارت سوزان لي، المديرة المالية لشركة "ميتا"، إلى أن "احتياجاتنا من الطاقة تفوق السعة الحالية لمراكز البيانات المتاحة لدينا، وتأخير المشروع بسبب القضايا البيئية يزيد من تفاقم هذه المشكلة".
إن سعي "ميتا" للحصول على طاقة نووية لتشغيل مشاريعها يعكس الاهتمام المتزايد في صناعة التكنولوجيا بمصادر الطاقة المستدامة. فقد بدأت العديد من الشركات الكبرى، مثل "مايكروسوفت" و"أمازون"، في تبني الطاقة النووية لدعم مشاريعها التقنية التي تتطلب كميات ضخمة من الطاقة. على سبيل المثال، أبرمت "مايكروسوفت" صفقة مع شركة "كونستليشن إنرجي" لإعادة تشغيل محطة "ثري مايل آيلاند" النووية في بنسلفانيا، في حين تسعى "أمازون" لاستكشاف استخدام المفاعلات النووية الصغيرة لتلبية احتياجاتها الطاقوية.
وبينما تستثمر "ميتا" مليارات الدولارات في توسيع بنية الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مراكز البيانات والخوادم، فإن هذه العقبة البيئية تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها شركات التكنولوجيا في إيجاد توازن بين الابتكار في مجال الطاقة المستدامة والحفاظ على البيئة.
0 تعليق