أعلنت كبرى شركات التقنية في الولايات المتحدة، وهي "مايكروسوفت" و"ميتا" و"أمازون" و"ألفابيت" (الشركة الأم لـ "جوجل")، عن خطط لضخ أكثر من 200 مليار دولار في مشاريع الذكاء الاصطناعي خلال العام المقبل. هذه الاستثمارات تأتي في وقت يرتفع فيه الاهتمام من وول ستريت بالعوائد المتوقعة من التطور المستمر في الذكاء الاصطناعي التوليدي.
الشركات الأربع أكدت أن ضخ هذه الاستثمارات قد أسهم بشكل كبير في تحسين خدماتها الأساسية وخفض تكاليف التشغيل. لكن في سوق المال الأمريكية كان لهذا التوسع رأي آخر، فقد شهدت أسهم شركات "مايكروسوفت"، و"ميتا"، و"أمازون" انخفاضًا تجاوز 400 مليار دولار في قيمتها السوقية عقب استعراضها لمنافع الذكاء الاصطناعي دون التركيز على النفقات الضخمة المرتبطة به، والتي تتضمن الإنفاق على الرقائق الإلكترونية والبنية التحتية لمراكز البيانات اللازمة لدعم هذه التكنولوجيا الناشئة.
بحسب تقارير مالية حديثة، ارتفع الإنفاق الرأسمالي للشركات التقنية الكبرى بنسبة 62% عن العام الماضي ليصل إلى 60 مليار دولار خلال الربع الأخير وحده، مع الإشارة إلى نية شركات مثل "ميتا" و"أمازون" زيادة إنفاقها العام المقبل. ويرى خبراء السوق أن هذه الزيادات الكبيرة قد تؤدي إلى ضغط على هوامش الأرباح، مما قد يكون له أثر ملموس في نتائج الشركات خلال السنوات المقبلة.
في ظل ذلك، يتساءل العديد من المستثمرين عن العوائد الحقيقية لهذه النفقات المتزايدة؛ حيث عبر المستثمر جيم تايرني من شركة "أوليانس برينشتاين" عن قلقه حيال تأثير هذه الاستثمارات الكبيرة على هوامش الربح، متوقعًا أن يصبح تأثيرها أكثر وضوحًا بحلول عام 2025.
تزايد الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي أثار تفاؤلًا حول نمو شركات التقنية الكبرى، وخاصة في قطاع الحوسبة السحابية لدى "مايكروسوفت" و"جوجل". إلا أن هذا التفاؤل خفت بعد تحذير "مايكروسوفت" من تباطؤ متوقع في نمو قسم "كلاود" بسبب مشاكل في الإمدادات، كما أن "أمازون ويب سيرفيس"، الشركة الرائدة في سوق الحوسبة السحابية، فشلت في الوصول إلى توقعاتها الأكثر تفاؤلًا، رغم تسجيلها هوامش ربحية فاقت التوقعات.
وفي مواجهة القلق المتزايد لدى المستثمرين حيال الارتفاع السريع في الإنفاق، أكدت الشركات أن هذه التكاليف المرتفعة ترتبط بالطلب الكبير على الذكاء الاصطناعي وأنها تتوقع أن يزداد استغلال رأس المال بكفاءة أعلى مع توسع نطاق الأعمال في هذا المجال.
وفقًا للصحافة المالية، تأتي هذه التحركات بعد مسيرة صعود استمرت لعامين بفضل توقعات الأرباح المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إلا أن الأسبوع الماضي شهد انعكاسًا لهذه المسيرة. فقد أغلق مؤشر "ناسداك" المركب على انخفاض بنسبة 2.8%، في حين خسر السوق التكنولوجي الأبرز في "وول ستريت" قيمة كبيرة بعد تراجع أسهم شركات "مايكروسوفت"، و"ميتا"، و"إنفيديا"، ليعكس بذلك نقطة تحول قد تؤثر على مشهد الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع.
0 تعليق