تاريخ بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، يبرز كواحد من أهم الشخصيات المؤثرة في عالم التكنولوجيا والبرمجيات. منذ صغره، أظهر جيتس شغفاً كبيراً بعالم الحواسيب، محققاً ثروة تقدر بحوالي 104.9 مليار دولار، ليصبح واحداً من أغنى أغنياء العالم.
تبدأ قصة نجاح جيتس عندما كان طالباً في الثالثة عشرة من عمره، حيث تعاونت مدرسته مع شركة محلية تُدعى مؤسسة كومبيوتر سنتر، لتوفير المزيد من الوقت للطلاب على الحواسيب. وكان هذا النظام يعمل على جهاز من نوع (PDP-10)، مما أثار فضول بيل وزملائه تجاهه.
هذا الشغف بحواسيب البرمجة قاد جيتس إلى قضاء معظم وقته في غرفة الحاسوب، مما أدى إلى اكتشافه لبعض الثغرات في النظام، وهو ما جعل إدارة الشركة تستعين به لتصحيح هذه الأخطاء، مقابل توفير وقت إضافي له في استخدام الحواسيب.
انطلق بيل جيتس بعد ذلك لإعداد برامج قصيرة، منها ألعاب بسيطة، مما مهد له الطريق لتأسيس شركة "مجموعة مبرمجي ليك سايد للحاسوب". رغم محاولاته الالتزام بالدراسة، إلا أن حبه للحواسيب دفعه إلى التخلي عن التعليم التقليدي ليؤسس فيما بعد شركة مايكروسوفت.
في الثامن والعشرين من أكتوبر، يحتفل العالم بميلاد بيل جيتس، الذي ساهم بشكل كبير في تغيير مسارات التكنولوجيا الحديثة. وعلى الرغم من شهرته الواسعة، إلا أن هناك جوانب من حياته ربما لا يعرفها الكثيرون.
على سبيل المثال، لم يكمل جيتس دراسته في جامعة هارفارد، حيث قرر التركيز على بناء شركة مايكروسوفت مع صديقه بول ألين. كما كتب جيتس أول برنامج كمبيوتر له وهو في الثالثة عشرة، وكان عبارة عن لعبة بسيطة تُدعى "تيك تاك تو".
بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من مشاغله الكثيرة، يقرأ جيتس حوالي خمسين كتاباً سنوياً، ويعتبر القراءة من أهم مصادر المعرفة له. في فترة مراهقته، استخدم مهاراته في البرمجة لتعديل جدول الدراسة ليكون بجوار الفتيات، في لفتة طريفة اعترف بها لاحقًا.
ويُعرف جيتس بتوجهه نحو تقديم حلول تكنولوجية للعالم بدلاً من التركيز على الثروة، حيث أسس مؤسسة بيل ومليندا جيتس لدعم الأعمال الخيرية. كما أنه يستثمر بشكل كبير في الأبحاث العلمية، خاصةً في مجالات الصحة والتعليم والطاقة.
يمتلك جيتس مكتبة فريدة تحتوي على مجموعة نادرة من الكتب والمخطوطات، بما في ذلك "كودكس ليستر" للعالم ليوناردو دافنشي. وقد يفاجئ البعض أن جيتس يعاني من عمى الألوان، ومع ذلك، لم يؤثر ذلك على رؤيته الابتكارية.
بالإضافة إلى إجازاته السنوية للتفكير، حيث يأخذ فترات من العزلة للتفكير في استراتيجيات جديدة، يعد جيتس أيضًا لاعباً محترفاً في لعبة الجسر، حيث يشارك مع وارن بافيت، صديقه وشريكه في الأعمال الخيرية.
من خلال مؤسسة بيل ومليندا جيتس، ساهم جيتس بشكل كبير في دعم برامج التطعيم وتوفير اللقاحات للدول النامية، مما ساعد في إنقاذ حياة الملايين حول العالم.
0 تعليق