الذكاء الاصطناعي في مرمى التوقعات.. رؤية راي كورزويل للمستقبل - اليوم الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة
ap23123593897645.webp

 في عام 2005، أصدر المؤلف والمفكر راي كورزويل كتابه المعروف "التفرد" والذي تناول فيه بشكل مكثف موضوع الذكاء الاصطناعي وآثاره على مستقبل البشرية. هذا الكتاب لم يكن مجرد رؤية عابرة بل جاء كنتاج سنوات من البحث والخبرة العميقة في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي. 

بعد مرور عقدين على صدور هذا الكتاب، نرى اليوم أن العديد من توقعات كورزويل بدأت تتحقق. لم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل يعود إلى خلفيته الغنية في تطوير التقنيات المعنية. كورزويل لم يكتفِ بكتابته الأولى، بل قام بتقديم جزء ثانٍ بعنوان "التفرد أصبح أقرب"، حيث يتناول فيه كيف يمكن أن يتشكل العالم بعد عشرين عامًا إضافية من الآن.

تكمن أهمية توقعات كورزويل في كونه واحدًا من أبرز الخبراء في الذكاء الاصطناعي، وقد شغل مكانته في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في هذا المجال حسب صحيفة "تايمز". تتجاوز تأثيراته حدود الكتابة، فقد أسهم في تطوير العديد من الابتكارات التقنية، بدءًا من آلة تحويل النص إلى كلام عام 1970، وصولًا إلى برمجة نظم التعرف على الأصوات في الثمانينيات.

يعرف كورزويل بتنبؤاته الدقيقة في مجالات التقنية، بما في ذلك توقعه في التسعينيات عن قدرة الذكاء الاصطناعي على التغلب على أفضل اللاعبين البشر، وكذلك توقعه بظهور الأجهزة المحمولة المتصلة بالشبكة العالمية قبل ظهور الهواتف الذكية بشكلها المعاصر. 

من بين توقعاته المثيرة التي ناقشها في كتابه الأخير، هي مفهوم "الذكاء الاصطناعي الشامل"، وهو النموذج الذي تسعى العديد من الشركات لتحقيقه، حيث يوفر تجربة أكثر دقة وفاعلية. يتنبأ كورزويل بإصدار هذا النموذج في عام 2029، ويشير إلى أن التطور التقني لا يأتي بشكل متسلسل، بل يتميز بالقفزات الكبرى التي قد تؤدي إلى تحقيق تقدمات غير متوقعة.

يؤكد كورزويل أن الذكاء الاصطناعي الشامل يمكن أن يكون له دور محوري في محاربة الشيخوخة وتطوير علاجات جديدة للأمراض. وفي حديثه مع "بي بي سي"، أشار إلى أن الحواسيب الحالية تستطيع تنفيذ أكثر من نصف تريليون عملية في الثانية، وهو ما يعد تقدمًا هائلًا مقارنة بالسنوات السابقة.

ومع ذلك، تتباين الآراء بين الخبراء حول موعد صدور الذكاء الاصطناعي الشامل، حيث يرى بعضهم أن الوصول إليه قريب، بينما يعتقد آخرون أنه لا يزال بعيدًا. كورزويل يظل على الحياد، متوقعًا أن يتحقق هذا الإنجاز في العام 2029 أو قبله.

في ختام توقعاته، يشير كورزويل إلى أن البشر والآلات قد يصبحون كيانًا واحدًا بحلول عام 2045، مما يعني دمج وعي البشر بالذكاء الاصطناعي. ورغم أن هذه الفكرة قد تبدو بعيدة المنال، إلا أن تجارب شركات مثل "نيورالينك" التي أسسها إيلون ماسك تشير إلى إمكانية تحقيق هذه الرؤية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق