تُعتبر تطبيقات التراسل الفوري من الأدوات الأساسية للتواصل اليومي، ومع تزايد استخدامها، ارتفعت المخاوف بشأن خصوصية وأمان المستخدمين. رغم أن الشركات المطورة تُقدم وعودًا بحماية بيانات المستخدمين، إلا أن الثغرات الأمنية أو سياسات الخصوصية غير الشفافة قد تعرض هذه البيانات لمخاطر الاختراق والاستخدام غير القانوني. في هذا التقرير، نتناول أفضل الممارسات لحماية خصوصيتك وأمان بياناتك عند استخدام تطبيقات التراسل الفوري، ونستعرض السياسات الأمنية لبعض أشهر التطبيقات لضمان بيئة مراسلة آمنة.
تعمل العديد من التطبيقات الشهيرة على تعزيز حماية بيانات المستخدمين بوسائل مختلفة، مثل التشفير التام الذي يضمن أن الرسائل تُشفّر على جهاز المرسل، ولا تُفك إلا على جهاز المستقبل. يُعتبر هذا النوع من التشفير معياراً في تطبيقات مثل واتساب وسيجنال، مما يعزز من صعوبة الوصول إلى الرسائل بواسطة أطراف خارجية، حتى الشركة المطورة للتطبيق نفسه.
رغم التشفير القوي، توجد ثغرات قد تستغلها أطراف غير مرغوب فيها، مثل هجمات التصيد التي تستهدف اختراق الحسابات من خلال الرسائل الوهمية، أو استخدام البرمجيات الخبيثة لسرقة بيانات المستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، تبقى سياسات الخصوصية لبعض التطبيقات غير واضحة بشأن جمع البيانات أو مشاركتها مع أطراف ثالثة لأغراض التسويق أو التحليل.
واتساب يعتمد تشفيراً تاماً بين الأطراف، لكنه يجمع بيانات مثل أرقام الهواتف وعناوين IP ويشارك بعض المعلومات مع شركة ميتا. سيجنال يُعرف بسياسات الخصوصية الصارمة، ويجمع أقل كمية ممكنة من البيانات عن المستخدمين، ويعتبر خياراً مفضلاً لمن يبحث عن حماية أقوى لخصوصيتهم. تليجرام يوفر خيارات أمان متنوعة، مثل الدردشات السرية التي تستخدم التشفير التام، لكن الرسائل العادية قد لا تكون مشفرة بين الأطراف، مما قد يثير بعض المخاوف.
استخدام إعدادات الخصوصية يُعد أمراً مهماً، تحقق من إعدادات الخصوصية في التطبيق لضبط من يستطيع رؤية صورتك الشخصية أو حالتك. تفعيل التحقق بخطوتين تمنح هذه الميزة طبقة إضافية من الأمان عند تسجيل الدخول إلى حسابك. توخي الحذر من الروابط المريبة وتجنب الضغط على الروابط أو تحميل ملفات من مصادر غير موثوقة حتى لو كان المرسل صديقاً. استخدام التطبيقات ذات السمعة الجيدة من الضروري اختيار التطبيقات التي تلتزم بسياسات خصوصية واضحة وتعمل على تحديث أنظمتها الأمنية بشكل مستمر.
يعتقد البعض أن التطبيقات المجانية تُمول من خلال بيع بيانات المستخدمين، لذا من المهم الاطلاع على سياسة الخصوصية لمعرفة طبيعة البيانات التي يجمعها التطبيق وكيفية استخدامها. تطبيقات مثل سيجنال تعتمد على التبرعات لضمان الاستقلالية، بينما تعتمد تطبيقات أخرى على الإعلانات أو الخدمات الإضافية المدفوعة.
0 تعليق