حذرت وزارة الصحة من التحديات المتزايدة التي تمثلها ظاهرة مقاومة مضادات الميكروبات، مشيرة إلى أنها تهدد فاعلية الوقاية من العدوى وعلاجها، بما في ذلك العدوى الناتجة عن الجراثيم والطفيليات والفيروسات والفطريات.
وأوضحت الوزارة أن نجاح العمليات الجراحية الرئيسة والمعالجة الكيميائية للسرطان بات مهددًا بسبب قلة فعالية المضادات الحيوية، مما يرفع أيضًا تكاليف الرعاية الصحية نتيجة لطول فترات العلاج والحاجة إلى أدوية أكثر تكلفة واختبارات إضافية.

فيما أكدت الدكتورة حوراء البيات، استشارية الأمراض المعدية، أن مقاومة المضادات الحيوية تمثل تحديًا عالميًا متزايدًا يهدد النظام الصحي، مشيرة إلى أن الاستخدام غير المسؤول لهذه الأدوية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تتمثل في صعوبة علاج الأمراض المعدية وعودة بعض الأمراض البكتيرية إلى مستويات خطيرة.
وأوضحت أن الأزمة تتطلب تكاتفًا بين الأفراد والمؤسسات الصحية والحكومات لمواجهتها بفعالية.
وأشارت الدكتورة البيات إلى أن الحلول تبدأ بتعزيز وعي المجتمع من خلال حملات توعوية واسعة النطاق تركز على الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على صرفها لضمان استخدامها بوصفات طبية فقط.

علاجات بديلة

كما دعت إلى تحسين ممارسات الوقاية من العدوى داخل المستشفيات والمراكز الصحية، وتشجيع البحث العلمي لتطوير علاجات بديلة وأدوية مبتكرة لمكافحة البكتيريا المقاومة.
وأضافت أن التعاون الدولي في تبادل الخبرات والبيانات حول مقاومة المضادات الحيوية يعد عاملًا محوريًا في التصدي لهذه الظاهرة، مع ضرورة الاستثمار في برامج التثقيف الصحي للممارسين والمرضى على حد سواء.

تحرك عاجل

اختتمت حديثها بالتأكيد على أهمية التحرك العاجل والمستمر لضمان الحفاظ على فعالية المضادات الحيوية في علاج الأمراض المستقبلية، مشددة على أن مسؤولية حماية هذه الأدوية تقع على عاتق الجميع.
يشار الى ان العالم يحتفي حاليًا بالأسبوع العالمي للمضادات الحيوية، الذي يُقام سنويًا في الفترة من 18 إلى 24 نوفمبر، يهدف هذا الأسبوع إلى رفع مستوى الوعي حول مقاومة المضادات الحيوية وتعزيز الممارسات الصحية السليمة لاستخدامها.
وتُعد مقاومة المضادات الحيوية من أكبر التحديات الصحية التي تواجه العالم في الوقت الحالي، حيث تؤدي إلى تقليل فعالية الأدوية، مما يهدد القدرة على علاج الأمراض المعدية ويزيد من خطر تفشي العدوى، المضاعفات الصحية، والوفيات.