"منتدى الحياد الكربوني".. اتفاقيات لتطوير التقنيات المستقبلية في الطاقة النظيفة - اليوم الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة
أوصى المنتدى الدولي ”تعزيز مستقبل الطاقة نحو الحياد الصفري“، الذي تنظمه هيئة الربط الكهربائي الخليجي بالتعاون مع معهد بحوث الطاقة الكهربائية الأمريكي «إبري» على أهمية تعميق التعاون الدولي والبحث والتطوير والتعاون بين المؤسسات البحثية والعلمية، بالإضافة إلى شركات الكهرباء والمصنعين في سبيل تحقيق وإيجاد التقنيات التي نحتاجها لشبكات المستقبل.
وذكر المهندس أحمد الإبراهيم الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بأن من أبرز التوصيات أهمية تعميق التعاون الدولي، والبحث والتطوير، والتعاون بين المؤسسات البحثية والعلمية، بالإضافة إلى شركات الكهرباء والمصنعين في سبيل تحقيق وإيجاد التقنيات التي نحتاجها لشبكات المستقبل وتعد أكثر تطوراً واختلافاً عن الشبكات الحالية.
ولفت إلى أن منتدى ”تعزيز مستقبل الطاقة نحو الحياد الصفري“، يجمع نخبة من الخبراء العالميين وقادة الصناعة وصانعي السياسات والمستثمرين لرسم التفاعل الحاسم بين التكنولوجيا والأسواق والترابط الإقليمي في تحقيق طموحات منطقة الخليج في تحقيق صافي كربون صفر.
المنتدى الدولي

شبكة كهربائية خالية من الكربون

وأكد المهندس الإبراهيم أن أهمية المنتدى تكمن في أن منطقة الخليج تملك فرصة فريدة للاستفادة من مواردها المتجددة الوفيرة، والتقنيات المتطورة، والأسواق المترابطة لريادة شبكة كهربائية خالية من الكربون.
وأوضح أن المنتدى يناقش على مدار يومين كاملين، مستقبل الطاقة، فالتحول نحو الطاقة النظيفة لم يعد خياراً بل أصبح ضرورة ملحة تفرضها الظروف البيئية والاقتصادية العالمية، مشيرا إلى أن الخطوات الأولى بدأت منذ وقت مبكر، وبعد أن وضعت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية استراتيجيات طموحة للمضي نحو الحياد الصفري بحلول 2050-2060، ساعية بكل جدية في دعم التحول نحو الطاقة المستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية في إطار التوجه العالمي لتحقيق الحياد الصفري.
وتابع بأن هيئة الربط الكهربائي الخليجي بدأت قبل عامين، خطوات جادة نحو تحقيق الهدف المنشود، من خلال تنظيم منتدى تخزين الطاقة الأول والثاني، واللذان أقيما في دولة الإمارات العربية المتحدة، كان التفاعل في النسختين، مثمرا، وبالغ الأهمية، ليس على مستوى الإنتاج وحسب، بل على جميع المستويات.
وأكد، أن هيئة الربط الكهربائي الخليجي ومن منطلق دورها الريادي في صناعة الطاقة، وتوفيرها، ملتزمة بتمكين التحول في مجال الطاقة في منطقة الخليج من خلال تعزيز الربط وتمكين تجارة الطاقة الكهربائية الفعالة والتعاون الإقليمي، لهذا يمثل هذا المنتدى فرصة حيوية لاستقطاب قادة الفكر وصناع القرار العالميين لصياغة استراتيجيات الطاقة في المستقبل، لافتا إلى ما حققه مشروع الربط الكهربائي من نجاحات، فاقت التوقعات، بدعم أكثر من 2800 حالة، ووفر اقتصادي أكثر من 3,6 مليارات دولار، واقتحامه بقوه مسرح تجارة الطاقة العالمي.
المهندس أحمد الإبراهيم

أسواق الكهرباء الإقليمية

وأشار الإبراهيم إلى أن مناقشات اليوم الأول للمنتدى تطرقت إلى عدة محاور غطت السياسات والاستراتيجيات المطلوبة لعملية التحول الطاقي وانشاء أنظمة الطاقة المستقبلية نحو الحياد الصفري وأهمية تعميق التعاون في الجانب البحثي وإيجاد حلول ناجعة للتحول الطاقي ولتطبيق التقنيات الحديثة في المجال، وتطرق النقاش إلى إمكانية أن تكون دول الخليج من الدول المصنعة لهذه التقنيات، إذ أن لدينا إمكانيات كبيرة سواء من الطواقم البشرية أو الكوادر المؤهلة والمعاهد البحثية مثل الجامعات الكبرى مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والكثير من المؤسسات البحثية التي تستطيع أن تصل إلى مستوى البحث والتطوير إلى مستوى عال جداً.
وبيّن وجود إمكانية الاستثمار في الصناعات المحلية وتطويرها بما يسد احتياجاتنا وفي المستقبل نصدر هذه التقنيات إلى الدول الأخرى، وهذه من الأمور الهامة التي جرى التطرق إليها في اليوم الأول والتركيز على أهمية الربط الكهربائي وإمكانية إنشاء شبكات إقليمية للكهرباء والتعاون الدولي في سبيل تحقيق ذلك، لما له من مردود إيجابي على جميع الدول، إذ أن أسواق الكهرباء الإقليمية التي تسعى جميع الدول والمملكة العربية السعودية بالربط مع المنظومات المجاورة مثل مع جهورية مصر العربية فالمشروع الآن وصل إلى مراحل متقدمة من الانشاء وكذلك الربط مع الأردن والربط مع العراق، وهذه جميعها مشاريع ستؤدي إلى إنشاء أسواق إقليمية للطاقة تخدم أهداف دول مجلس التعاون الخليجي وتمكنها من تحقيق استراتيجيتها نحو الحياد الصفري وهي 2050 و2060.
وقال: كل هذه الأمور لا تتم إلا بالتعاون بين المؤسسات العالمية والإقليمية، ودورنا في إيجاد هذه المنصة لتبادل الأفكار والخبرات إضافة إلى معهد الأبحاث الطاقة الأمريكي الدولي، فكان معنا مجموعة كبار مشغلي شبكات الكهرباء وأكبر 15 مشغل كهرباء في العالم الذي يغطي 80% من إنتاج الطاقة العالمي، فضلاً عن منظمة حوض الأبيض المتوسط للربط وكل هذه المنظمات والخبرات القادمة من حول العالم مهم جدا أن نتبادل معها الأفكار والخبرات لأنه حاليا التحديات الموجودة في العالم متقاربة، لذلك الاستفادة من الخبرات ضرورة، وإيجاد فرص للوصول إلى التعاون والاستثمار في التقنيات المطلوبة للمستقبل من أهم الأمور التي نحرص عليها في هذا المنتدى والتي تؤدي إلى مبادرات مستقبلية.

عمليات التحول الصفري

وأضاف الإبراهيم، أن المنتدى في نسخته الثانية يعالج الكثير من القضايا، إذ يطرح مسألة تطوير التقنيات المطلوبة في عمليات التحول الصفري، معتبرا، أن التعاون مع المعاهد العالمية مثل ”ابري“ ومجموعة Go 15 امر بالغ الأهمية للوصول إلى حلول مهمة لعملية التحول الصفري وكيفية تطبيق التقنيات المستقبلية في التحول الطاقي.
ولفت إلى أن مخرجات المنتدى تتمثل في اتفاقيات تعاون بحثية مع الجامعات والمعاهد، بهدف التركيز على تطوير التقنيات المستقبلية في مجال الحياد الصفري.
وشدد على أن دول مجلس التعاون تملك فرصة فريدة لتصبح رائدة في التحول الصفري، إذ تمتلك مواد كثيرة تمكنها للبدء في صناعات للتحول الطاقي وكذلك صناعات لتقنيات لتخزين الطاقة، مما يجعلها مصدرا لتصدير هذه التقنيات في المستقبل، مضيفا، أن نسبة الطاقة المتجددة في الشبكة الخليجية سجلت زيادة لتصل إلى 15% - 17% حاليا، متوقعا وصولها إلى 50% بحلول 2050.
المنتدى الدولي

مشاريع الطاقة الشمسية

وأوضح المهندس يعقوب الكيومي، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة الربط الكهربائي الخليجي، أن المنتدى يأتي استكمالا لمنتديات سابقة نظمتها الهيئة بالتعاون مع مؤسسات دولية وإقليمية، بهدف مساعدة دول التعاون في التغلب على التحديات التي تواجهها للوصول إلى الحياد الصفري.
وأضاف بأن المنتدى حريص على ابتكار حلول لمساعدة دول التعاون للتفكير في الغد، حيث باتت مشاريع الطاقة الشمسية والرياح أمرا واقعا في دول التعاون، فهناك العديد من الاستثمارات في هذه المجال.
وأكد، أن دول مجلس التعاون بدأت في استخدام وسائل تخزين الطاقة، لافتا إلى الطموح بأن توطن دول التعاون تلك التقنيات من أجل تصديرها في المستقبل.
وأشار إلى أن المنتدى يكتسب كذلك العديد من الأهداف الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، مشددا على أن الهيئة داعم كبير لجهود مجلس التعاون في تحقيق مستهدفات الحياد الصفري، إذ تعمل على تمكين شبكتها في مساعدة الدول الأعضاء في تحقيق الأهداف والاستراتيجيات، لتعزيز أمن الطاقة وكذلك المساعدة في إدخال الطاقة المتجددة في شبكاتها.
وذكر، أن الهيئة وضعت تعرفة على عمليات نقل الطاقة داخل الشبكة، حيث أوجدت منظومة تساعد على التبادل التجاري ومساعدة الدول في عمليات النقل داخل المنظومة، مبينا أن الربط الكهربائي مع العراق سيكون بوابة للربط مع دول خارج دول مجلس التعاون.

خفض الانبعاثات الكربونية

وقال ارشاد منصور رئيس معهد بحوث الطاقة الكهربائية العالمي ”ابري“، إن العالم ينظر إلى منطقة الخليج في المقام الأول على أنها مركز للنفط والغاز، مما يؤدي إلى تصورات غير مهتمة في العمل المناخي وتبني الحلول منخفضة الكربون.
وأكد أننا نشهد الآن إجراءات ملموسة، مثل تركيب مئات الجيجاوات من تخزين الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات في المنطقة، وتحول هذه المبادرات والتعهدات إلى واقع، إذ تتحدث البيانات الحقيقية عن نفسها وهذا التقدم الحاصل في دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لخفض الانبعاثات والوصول للحياد الصفري.
ودعا دول العالم إلى خفض الكربون، مضيفا أن المنطقة الخليجية حققت أهدافها لعام 2030 في مجال خفض الكربون مما يعزز بشكل كبير مكانتها العالمية في الوقت الحالي.

المفاعلات المعيارية الصغيرة

ولفت ارشاد، إلى أن منطقة الخليج تحقق أهدافها لخفض الانبعاثات من خلال استيراد ونشر تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات على نطاق واسع، مشددا على أهمية تخصيص 5 إلى 10% من استثمارات الطاقة النظيفة هذا العقد للتكنولوجيات الناشئة مثل تخزين الطاقة طويلة الأجل، وCCUS الغازية، والهيدروجين، والمعادن الحرجة، ومراكز إعادة التدوير المتجددة، والمفاعلات المعيارية الصغيرة.
وذكر أن الاستثمار في هذه التقنيات المبتكرة حاليا سيضع منطقة الخليج في وضع يمكنها من تصدير تكنولوجيات الطاقة النظيفة في العقد المقبل، بدلا من استيرادها، مما يسهم في تغيير التصور بأن الخليج يتعلق فقط بالنفط والغاز.
وأشار إلى أن دول التعاون الخليجي تتحول مسؤولياتها بشكل كبير في عملية الحياد الصفري، مؤكداً مرة أخرى حرص الدول الخليجية على التعاون الإقليمي والدولي للوصول إلى الحياد الصفري.
وأوضح الدكتور صالح اليحيى، مختص في التقنية، أن الاتفاقيات التي وقعت على هامش منتدى تعزيز مستقبل الطاقة بين هيئة الربط الكهربائي الخليجي والكليات تستهدف التعاون وتعزيز الشراكة في المجالات التدريبية والبحث الأكاديمية والتقني، إذ اتفق الأطراف على تبادل الخبرات البحثية والتخصصية والتقنية، للاستفادة من الخبرات والتطوير وتأهيل بعض المقررات بما يتوافق مع سوق العمل.
وأضاف أن الاتفاقيات تتضمن تفهمات مستقبلية للمشاركة في اللقاءات والمؤتمرات والدورات التدريبية وكذلك التعاون في ما يخص الشهادات الاحترافية، مبينا أن الاتفاقيات تشمل كذلك التعاون في التقنيات الحديثة كالذكاء الصناعي والأمن السيبراني والطاقة المتجددة بما يتوافق مع رؤية الكليات وأهداف ورسالة هيئة الربط الخليجي.

أخبار ذات صلة

0 تعليق