إيمان الهاشمي
تذكر أن اليوم هو الغد الذي كنت تقلق بسببه في الماضي، وأن كل شيء سيمضي مع كل لحظة من عمرنا الماضي، ولذلك اقطع سلاسلك القديمة لئلا تعوق تقدمك، ولكي تستطيع أن تمضي قدماً وأن تستعيد قدمك، واستفد من تجاربك وخبراتك السابقة، لتصنع مهاراتك ومواهبك اللاحقة، هيا قم الآن.. عليك أن تسبق ما طافك أو أقلها بأن تحاول أن تلحق، فمن قال إنه من المستحيل تغيير الأمس كان حتماً على حق.
(غدي منصور الرحباني) مؤلفٌ موسيقي وشاعرٌ وكاتبٌ وملحنٌ ومنتجٌ وقائد أوركسترا لبناني، ينتمي لعائلة فنية عريقة معروفة باسم (الرحباني)، فأبوه الموسيقار منصور الرحباني وشقيقاه الرائعان مروان وأسامة الرحباني، وعمه الملحن عاصي الرحباني وزوجة عمه الأسطورة فيروز وابن عمه الفنان زياد الرحباني، هكذا كتب «غدي» قصة وسيناريو وحوار فيلمي «سيلينا» و«شحن»، كما كتب عدة برامج تلفزيونية للأطفال وقدم فيها براءة اللحن، وأشرف على استعراض «هالو بيروت» وعلى لوحات باليه عُرضت في لندن من أوسع الأبواب، ثم أسهم في كلمات وألحان وإعداد مسلسل «مدينة الأبواب»، وشارك بإبداعاته ورؤاه الفنية في المسرحية الغنائية «الانقلاب»، بعدها أصدر مجموعة أفلام وثائقية وأسطوانة مقطوعات كلاسيكية ورباعيات وترية، درس العزف على آلة البيانو وتخصص في العلوم الموسيقية، وكوّن مع أخويه عدة شراكات فنّية.
من أهم ما صرّح به قائلاً: (من 1943 لليوم ما عرفنا نبني وطناً، يمكن لازم نغيّر النظام) وأيضاً (اللغة الشعرية لازم تعيش مع واقعها وحاضرها)، ثم اعترف (غدي) في إحدى المقابلات بأن الجيل الثاني من العائلة الرحبانية العملاقة، قد عاشوا جوّاً خاصاً وعالماً آخر بعيداً عن الطفولة أو المراهقة، حيث كانوا كأطفال يستيقظون ليلاً على صوت البيانو وعلى زقزقة فيروز مع عاصي ومنصور عندما كانوا يحضرون أعمالهم، وأنه منذ نعومة أظفاره اتجه مرغماً للعزف على أوتار البيانو فاستجاب لهم حيث لم يرد تخييب آمالهم، ولكنه بعدها عشق بجنون هذه الآلة، بل أصبح الابتعاد عنها عين الاستحالة، وقد تذكّر وصية والده «منصور» التي تركها قبل رحيله [أحبوا بعضكم] حيث قالها ببساطة وبلا إطالة! وهنا اختصر الأب كل شيء جميل في هذه الرسالة، ليعتنق الابن هذه الوصية الثمينة والمملوءة بالجمال والأصالة، ليطل علينا بشتى روائعه مع كل إطلالة.
الاسـم: غدي منصور الرحباني
النشاط: موسيقي
من أعماله: المقدمة الأولى لمسرحية أبو الطيب المتنبي
الجنسية: لبناني
التاريخ:
1960 – 64 سنة
0 تعليق