أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، بياناً توجه في مستهله الى اللبنانيين:
“أيها اللبنانيون الأحبة، اللحظة الآن للعائلة الوطنية وواقع وجودها التاريخي وما يلزم لحماية المصالح العليا للبنان الكيان والشراكة الأهلية بكل ما تعنيه العائلة اللبنانية من تضامن وتعاون وتكاتف وشراكة وتأكيد للذات الوطنية، وواقع البلد الآن وغدا يمر بشراكتنا وتضامننا وتأكيدنا لحقيقة البيت الواحد، ولا ضامن للبنان أكثر من أهله، ولا قيمة لأي مشروع خارجي لأن المشاريع الخارجية تمر بجثث اللبنانيين وويلاتهم”.
أضاف: “واللحظة ليست لاختبار واقعنا الوطني بل للمزيد من اللحمة الوطنية، والقضية الآن لبنان كقيمة وطنية لا الزواريب والتفاصيل والمشاريع الذاتية، ولا خطر على لبنان أكبر من الوصفات الدولية الخبيثة لأنها تتغذى بالفتنة والفظاعات والخراب الوطني، وما يجري في المنطقة ليس لعبة كوميديا بل حرب بأبعاد دولية غير مسبوقة، واللحظة الآن للصمود السيادي والتضامن الإسلامي المسيحي وسط تسوية تكتب بالنار، والتحدي الأكبر يكمن بالقدرة على الصمود والتضامن الوطني، ولا مكان لأي تسوية لا تلبي مصالح البلد الوطنية، ولا قضية أهم من حماية لبنان وشراكته وسلمه الأهلي، والمطلوب تصفية الفتنة لا تصفية الشراكة الوطنية”.
وتابع المفتي قبلان: “وللقوى السياسية أقول: إياكم ومتاهة النقد الذاتي أو السقوط بمشاريع مدمرة أو التفكير بمكاسب على ظهر الحرب، لأن لبنان لا يقوى على الفتنة، والفتنة جنون ونار ودمار وخراب وقتل وإبادة ولا غالب ولا مغلوب بهذا البلد، والمعادلة إما يربح لبنان كله أو يخسر كله، والمطلوب تكاتف الكنيسة والمسجد والمسيحي والمسلم لتكريس بيئة إنقاذ وتضامن وتعاطف وطني شامل، وما يجري اليوم يكسر الحواجز والهواجس ويزيد اللحمة الوطنية ويدفع نحو اندماج وطني تاريخي، ولن ننسى لحظة العون الوطني وسنرد ذلك بجفون العين وفلذات الأكباد، وسقف لبنان اليوم ممسوك بوحدته الوطنية وعائلته الإسلامية المسيحية”.
وقال: “وكل الشكر لطريق الجديدة والجبل والشمال وبيروت الإدارية وصيدا وجبل كسروان، وكل الفخر بتضحيات الجنوب والبقاع والضاحية، ولا شيء أضمن للبنان من التسامح الوطني، والحقد لا يزيد البلد إلا نزيفا وتمزيقا ودفعا نحو المحارق الدولية، وما يقوم به الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي والقطب الوطني وليد جنبلاط ووصايا الأخ العزيز الرئيس سعد الحريري ضمانة وطنية كبرى كل ذلك بسياق الجهد المسيحي الكريم الذي يتكلل بالتفاني الكبير للأستاذ سليمان فرنجية والرعاية الكنسية العزيزة، مع تكرار شكرنا العميق جدا للمبادرات الفردية والجهات الأهلية التي أكدت أن لبنان عائلة لبنانية فوق الخصوصيات الطائفية والتفاصيل الحزبية”.
وأكد المفتي قبلان ان “ما نريده “بكل صدق وقصد” حماية لبنان وتأكيد ميثاق عائلته اللبنانية وشراكته الوطنية التاريخية، على أن حل القضايا الداخلية للبنان يمر بلحظة ثقة مثل الثقة التي يقودها الشارع اللبناني الآن، وما نشهده بهذه الأيام حرب بخلفية تصفية حساب استراتيجي والمقاومة والوحدة الوطنية والكنيسة والمسجد والعائلة اللبنانية أيقونة قداسة هذا البلد العزيز”.
ولا تنسى الضغط هنا ومتابعة قناتنا على تليجرام
0 تعليق