من المتوقع ان يزور الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين المنطقة هذا الاسبوع، لمواصلة الجهود الديبلوماسية بحسب ما أشار نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، لكن لا شيء مؤكد بعد، في انتظار نتائج الاتصالات الاميركية القائمة من قبل وزير الخارجية انتوني بلينكن ايضاً، للوصول الى هدنة بعد اسبوعين، في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان، ومحاولات التوغّل البرّي في الجنوب.
لذا وفي حال تحققت الزيارة فستكون الى «تل ابيب» اولاً لمواصلة النقاش في بنود الاتفاق مع لبنان، ومن ثم العودة الى بيروت لبحث الاتفاق مع المسؤولين اللبنانيين، بعدما تبلغ المعنيون بأنّ الادارة الاميركية تسعى الى وقف لإطلاق النار خلال اسبوعين. مع الاشارة الى انّ الخطوط فتحت بين الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وايران، كذلك بين باريس وطهران، الامر الذي سيفتح ابواب التفاؤل بإمكان حدوث هدنة قريبة، ومن ثم فتح الدروب لتنفيذ القرار 1701 لكن من دون شروط «اسرائيلية» لا يوافق عليها الجانب اللبناني، الذي سبق واكد ما يريده وأبلغه للموفد الاميركي مرات عديدة، في انتظار ما ستؤول اليه المباحثات، ومدى اقتراب عودة هوكشتاين الذي يحمل في جعبته بنود الهدنة، ابرزها شرط التزام الطرفين بالقرار 1701، وانسحاب «اسرائيل» من جنوب لبنان، وانتشار الجيش اللبناني هناك، ومن ثم انتخاب رئيس للجمهورية، ومباشرة التفاوض لتثبيت الحدود.
الى ذلك، لا تبدو هذه البنود مقبولة كلها من قبل لبنان، لانّ نتنياهو سيضع العصي في الدواليب كالعادة، عبر وضع الشروط التي تمس بسيادة لبنان، منها انشاء حزام أمني على طول الحدود داخل الأراضي اللبنانية، قبل موافقتها على تنفيذ القرار الدولي، بهدف إفشال وقف إطلاق النار ومواصلة عدوانها وغاراتها على مختلف المناطق اللبنانية، وجعلها محروقة لتحقيق المنطقة العازلة، وتهجير اهالي الجنوب الى اجل غير مسمى، بهدف إرجاع مستوطني الشمال وإراحة «اسرائيل»، وتأمين الهدوء لها بحسب ما يعتقد نتنياهو.
في السياق أشارت مصادر سياسية مطلعة الى انّ «اسرائيل» تعمل من خلال الوساطة مع المجتمع الدولي، على نشر قوة دولية ذات تفويض أوسع من ذلك الممنوح اليوم لقوات «اليونيفيل»، على طول الحدود مع لبنان تكون لمصلحتها. فيما يؤكد الجانب اللبناني عبر وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، أنّ لبنان يطالب بوقف النار وإعادةِ الهدوءِ والاستقرارِ الى الحدود، وعودةِ النازحينِ كافة من جانبي الحدودِ من خلالِ التطبيقِ الشاملِ والمتوازي للـِ 1701، من دون فرض شروط إضافية، وأنّ لبنان عازم على تعزيزِ انتشارِ قواتِه المسلحة في الجنوب، مع التشديد على التمسّك بقواتِ حفظِ السلامِ العاملةِ هناك.
وعلى الخط الاميركي، فالرئيس الجديد يطمح لدخول البيت الابيض في كانون الثاني المقبل، وفي جعبته ورقة الهدنة وصولاً الى تحقيق الافضل وإنهاء الحرب، من هنا تطرح الاسئلة حول مدى نجاح مهمة الموفد الاميركي، في تكريس الحل الذي طال انتظاره.
في غضون ذلك، الكل في انتظار النتائج، فهل نصل الى هدنة قبل نهاية الشهر الجاري؟ ام تشتعل الجبهات اكثر من خلال تكثيف الغارات «الاسرائيلية» وكل اساليب العدوان على لبنان؟ اعتقاداً منهم انّ لبنان سيوافق على شروطهم، فيما الجواب معروف.
وفي انتظار ما ستؤول اليه الاتصالات والزيارات، تبقى العيون شاخصة ايضاً الى القمة العربية – الإسلامية المشتركة غير العادية، التي تُعقد اليوم الاثنين في الرياض بدعوة من المملكة العربية السعودية، لاتخاذ موقف من استمرار العدوان «الإسرائيلي»على لبنان وغزة، على أمل ان تخرج القمة بنتائج عملية إيجابية حيال ما يجري.
ولا تنسى الضغط هنا ومتابعة قناتنا على تليجرام
0 تعليق