دبي: «اليوم الإخباري»

أطلق مركز «إنوفيشن هب» التابع لمركز دبي المالي العالمي، بالتعاون مع شركة «جوليوس بير» السويسرية العالمية لإدارة الثروات، ومؤسسة «يوروكلير» المتخصصة في تطوير البنية التحتية للأسواق المالية العالمية، اليوم تقريراً يوضح تأثير التكنولوجيا في عملية انتقال الثروات والفرص المتاحة لتبسيط هذه العملية، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط.
ويتناول التقرير تعقيدات التعاقب في وقت تقف فيه المنطقة على أعتاب انتقال تاريخي لثروات تصل قيمتها إلى 3.67 تريليون درهم «تريليون دولار» إلى الجيل التالي. ويشمل ذلك الأفراد من ذوي الملاءة المالية العالية في دولة الإمارات الذين شهدوا نمواً لأصولهم بنسبة 20% لتصل قيمتها إلى 700 مليار دولار منذ عام 2022.
التقنيات توفر انتقالاً آمناً
وتوفر التقنيات الرقمية - مثل الذكاء الاصطناعي، والعقود الذكية، ودفتر الأستاذ الموزع، والترميز (tokenisation) - طرقاً واعدة للحد من الاحتكاك، وتحسين الشفافية، وضمان عمليات انتقال آمنة وفعّالة للأصول.
ورغم توفر هذه التقنيات الجديدة، يشير التقرير إلى أن 24% فقط من الأفراد من ذوي الملاءة المالية العالية لديهم اليوم خطط واضحة لعملية نقل الثروة والتعاقب، بما يسلط الضوء على ضرورة تحسين التعاقب السلس للثروة. ويعتقد أكثر من نصف العائلات (53%) أن الأمر معقد للغاية ويستغرق وقتاً طويلاً لجمع وتسجيل وتخطيط آلية تخصيص الأصول بين العائلات الكبيرة.
ويؤكد التقرير على أهمية التعاون الوثيق بين مديري الثروات والمكاتب العائلية والهيئات التنظيمية ومقدمي الخدمات لإنشاء منصة قوية لنقل الثروات وحفز تبنيها.
محافظ الثروات
وقال محمد البلوشي، الرئيس التنفيذي لمركز «إنوفيشن هب» التابع لمركز دبي المالي العالمي: «نحن مقبلون على عملية انتقال هائلة للثروات عبر الأجيال في منطقة الشرق الأوسط في عصر يتزايد فيه تعقيد محافظ الثروات، مدفوعة بفئات الأصول الآخذة في الاتساع والرغبة بالاستثمار في الأصول الرقمية.
ويعتبر هذا التقرير ثمرة تعاوننا مع «جوليوس بير» و«يوروكلير»، ويهدف إلى الاستفادة من نقطة التحول هذه لتحقيق تغيير إيجابي في إطار تعزيز التعاقب السلس للثروة عبر الأجيال. ويتركز هدفنا على توظيف التقنيات الرقمية الناشئة لاغتنام الفرص المقبلة وتعزيز مكانة منطقة الشرق الأوسط باعتبارها الجهة المتبنية لأفضل الممارسات في مجال تعاقب ونقل الثروات بين الأجيال».
المشهد المتطور
من جانبه، قال علي رضا ولي زاده، الرئيس التنفيذي لشركة «جوليوس بير» (الشرق الأوسط) المحدودة: «تشهد عملية نقل الثروات بين الأجيال زخماً كبيراً في دولة الإمارات والشرق الأوسط عموماً، بات من الضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى مراعاة المشهد المتطور لانتشار الأصول الرقمية».
ويساهم تنامي الإمكانات التي تتيحها التكنولوجيا، وخاصة تقنيتي «البلوك تشين» و«الترميز» في تمكين عملية نقل آمنة وشفافة للثروات».
مواجهة التحديات
بدورها، قالت إيزابيل ديلورم، الرئيس العالمي لاستراتيجية المنتجات والابتكار في «يوروكلير»: «وضع التقرير دليلاً شاملاً لمواجهة التحديات الإقليمية في مجال الثروات؛ ونطمح من خلاله إلى تمكين الجهات والأطراف المعنية المالية وصنّاع السياسات من تبني الابتكار، وتعزيز الكفاءات، وبناء إطار عمل متطور لعملية التعاقب ونقل الثروات، بما يعود بالنفع على الأجيال القادمة».
وعدا عن مستقبل الميراث، قد تختلف القضايا والاحتياجات الخاصة للشركات العائلية العاملة منذ جيل أو جيلين كلياً عن احتياجات الشركات العائلية الراسخة متعددة الأجيال.
ولتلبية هذه الاحتياجات المتنوعة، يقدم مركز دبي المالي العالمي مجموعة مرنة من الهياكل التنظيمية والحلول للشركات العائلية التي تمت تغطيتها في سلسلة من الأدلة الجديدة.
وجرى إعداد الدليلين الأوليين من هذه السلسلة بالتعاون مع شركاء مركز الثروات العائلية في مركز دبي المالي العالمي مثل «إم إتش كيو»، وشركة «إيكويوم»، و«كلايد آند كو»، و«كندريس».
ويمكن للمستشارين والعائلات تحميل الأدلة -«فهم أسس مركز دبي المالي العالمي: أداة رئيسية لهيكلة الثروات والتخطيط لتعاقب الثروات»، و«فهم خدمات الوصاية في مركز دبي المالي العالمي: دليل شامل».
وتأتي هذه السلسلة عقب إصدار الدليل الأول للثروات من قبل مركز الثروات العائلية في مركز دبي المالي العالمي الذي صدر بعنوان «الازدهار عبر الأجيال: إطلاق العنان لقوة مركز دبي المالي العالمي للعائلات» لتمكين العائلات من الوصول إلى المعرفة والخبرة حول الهياكل التنظيمية والحوكمة وإدارة الثروات وتعاقب الإدارة والتخطيط العقاري في دبي ومركز دبي المالي العالمي، ويعكس هذا الدليل الاهتمام المتنامي من العائلات حول العالم بإدارة نمو أعمالها من خلال مركز دبي المالي العالمي.