الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم
الإمارات تدرك فرص الذكاء الاصطناعي

دبي: خنساء الزبير

قال خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة للاستثمار: تخطط «المجموعة» لمواصلة الاستثمار في الصين على الرغم من الظروف التجارية المعاكسة المتوقعة في ظل إدارة دونالد ترامب الجديدة والتباطؤ الاقتصادي في الصين.
وأضاف لشبكة «سي ان بي سي» على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حول ما إذا كانت القوة الاقتصادية الآسيوية قابلة للاستثمار في عهد ترامب، خاصة إذا تم إحياء التعريفات التجارية، أن «مبادلة» ما زالت ملتزمة بالاستثمار في الصين لأن الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم ويبلغ عدد سكان البلاد 1.4 مليار نسمة.
ولفت إلى النمو الكبير في عدد سكان الصين من ذوي الدخل المتوسط وكذلك النمو المتواصل في الناتج المحلي الإجمالي؛ وقال إن هذه الأمور تشكل الأطر الأساسية التي ينظر بها إلى الصين.
وأشار إلى أن شنغهاي وهونغ كونغ اللتين شهدتا في عام 2024عوائد كبيرة كأسواق عندما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 12.7% العام الماضي، وحقق مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ مكاسب بنحو 18%، كما أن الحكومة الصينية قدمت محفزات للأسواق نهاية 2024 من خلال خفض أسعار الفائدة، مشيراً إلى أن الصين لديها الكثير لتقدمه، وأنها ستستمر في توفير فرص جيدة.
وحذر من أن التعريفات الجمركية والتجارة والحروب تشكل تحدياً كبيراً لا يمس الصين فحسب بل يمس العالم أجمع، ولكنه يرى بأن في نهاية المطاف هناك ما يكفي من الفرص لتنفيذ عمليات هبوط سلس بالاقتصاد تكون عملية ومعقولة تقود لنتائج مطلوبة من الجميع.
وقال المبارك: إن صناع السياسات الصينيين يجب أن يبذلوا المزيد من الجهود لتعزيز الاقتصاد المحلي للبلاد والذي تباطأ في العام الماضي بسبب أزمة سوق العقارات، وتباطؤ الإنفاق الاستهلاكي، وشيخوخة السكان، والمنافسة الجيوسياسية وأن أي شيء يساعد في مواصلة تعزيز سوق المستهلك الصيني يمثل إشارة إيجابية للأسواق.
الذكاء الاصطناعي
وقال المبارك: إن العالم لم يدرك بعد بشكل كامل مدى التغيير الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي في كل جانب من جوانب الحياة البشرية وأن لا أحد يقدر في الوقت الحالي هذه التقنية من حيث المخاطر ومستوى الاضطراب الذي ستخلقه حيث ستؤثر في كل شيء بدءاً من حياتنا وأعمالنا ورأس المال البشري والتوظيف، فكل قطاع سوف يتأثر
وعلى الرغم من وجود الكثير من الفرص فإنها تنطوي أيضاً على قدر كبير من المخاطر، وهو أمر غير واضح حالياً، لأن التكنولوجيا تتحرك بسرعة كبيرة والجميع يحاول اللحاق بالركب قدر الإمكان.
جهود المجموعة
واستعرض المبارك الجهود التي تبذلها مجموعة مبادلة في مجال الذكاء الاصطناعي والبنية الأساسية التي تدعم التكنولوجيا الناشئة، بما في ذلك مراكز البيانات وتصنيع الرقائق.
وتعد مبادلة مستثمراً مؤسساً في «ام جي اكس»، MGX، وهي شركة استثمارية في أبوظبي تركز على الذكاء الاصطناعي.
وشاركت المجموعة كذلك في أحدث جولة تمويلية لشركة «أوبن ايه آي» في أكتوبر، والتي جمعت 6.6 مليار دولار.
وفي الشهر ذاته أعلنت شركة «جي42»، G42، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتابعة لمجموعة مبادلة، عن شراكة مع «أوبن ايه آي» لتطوير الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات والأسواق الإقليمية.
وفي العام الماضي استثمرت مايكروسوفت 1.5 مليار دولار في G42، في صفقة ستسمح للأخيرة باستخدام خدمات مايكروسوفت السحابية لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
استثمار المستقبل
وفي ديسمبر/ كانون الأول وافقت واشنطن على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى منشأة في الإمارات تديرها شركة مايكروسوفت كجزء من صفقة G42، والتي خضعت لتدقيق شديد من قبل المشرعين الأمريكيين بسبب مخاوف أمنية.
وأعرب المبارك عن تفاؤله بمستقبل الذكاء الاصطناعي وقدرة دولة الإمارات على تسخير استراتيجيتها الاستثمارية للاستفادة منه.
وقال: إن الطلب سيكون مرتفعاً للغاية فيما يتعلق بتمكين هذه التكنولوجيا وهذا يعني تمكين الذكاء الاصطناعي من خلال توفير البنية الأساسية سواء كانت الطاقة أو النقل، وأيضاً تكنولوجيا الطاقة التي ستساعد في تغذية هذا الطلب الضخم، بجانب بناء مركز البيانات وتطوير الرقائق.
ولفت المبارك إلى أن آفاق مبادلة لهذا النوع من الاستثمارات لا يقتصر على عام واحد أو عامين بل يمتد إلى السنوات الخمس أو العشر أو العشرين المقبلة.
وشدد المبارك على أن النمو في هذا الطلب قوي للغاية وقادم بقوة حتى في حالة النظر إلى الأمر من منظور متحفظ، وقال: إن هذا هو ما يمنح مجموعته الكثير من الثقة في فرص هذا المجال.