أطلق معهد الشارقة للتراث برنامجاً تدريبياً متخصصاً، يهدف إلى تأهيل الشباب الإماراتي في مجال الحرف التقليدية، ونشر الوعي بأهميتها، وتوثيق المهن التراثية لضمان استمراريتها، يمتد على مدار شهر، وذلك استمراراً لجهوده في صون التراث الإماراتي وتعزيز استدامته.
يشمل البرنامج ورشاً تدريبية تُعقد على فترتين صباحية ومسائية، في مركز المنظمات الدولية للتراث الثقافي، التابع للمعهد في المدينة الجامعية، ليكون حلقة وصل بين الأجيال، ما يسهم في نقل المهارات الحرفية الأصيلة إلى الشباب، ويعزز حضور الصناعات التراثية في المشهد الثقافي والاقتصادي، ويدعم جهود استدامتها كموروث ثقافي يعكس هوية الدولة وتاريخها العريق.
تطوير المهارات
يستهدف البرنامج مختلف شرائح المجتمع، من الرجال والنساء على اختلاف أعمارهم، إلى جانب طلاب الجامعات المهتمين بالحرف، إضافة إلى الحرفيين والمبدعين الذين يسعون إلى تطوير مهاراتهم في المجال، وفرصة مثالية للراغبين في تعلم فنونها، وإتقان تقنياتها المتوارثة عبر الأجيال.
تعزيز الهوية
أكد د.عبدالعزيز المسلم، رئيس المعهد، أن «البرنامج يأتي ضمن رؤية المعهد الرامية إلى صون التراث الثقافي الإماراتي، وتعزيز هويته الوطنية».
وأشار إلى أن الحرف التقليدية ليست مجرد مهارات يدوية، بل إرث ثقافي يعكس تاريخ الأجداد، ونقلها إلى الأجيال الجديدة يعد مسؤولية مشتركة.
وأضاف: «نحرص في المعهد على توفير بيئة تعليمية متكاملة تمكّن الشباب من تعلمها وإتقانها، بما يسهم في استدامتها، ويعزز حضورها في الأسواق المحلية والعالمية، إلى جانب دعم الحرفيين، وتمكينهم من تطوير مهاراتهم، بما يتماشى مع متطلبات العصر».
وتغطي الورش التدريبية مجموعة من الحرف الرجالية والنسائية، حيث يتعلم الرجال مهارات صناعة الليخ، متخصصة في حياكة شباك الصيد، إضافة إلى فلق المحار، التي تعنى باستخراج اللؤلؤ باستخدام التقنيات التراثية.
أما المشاركات، فيتم تدريبهن على مجموعة من الحرف، من بينها «السفافة» لصناعة الحصير من سعف النخيل، و«التلي» التي تتضمن تطريز الملابس التقليدية بخيوط الذهب والفضة، و«الفروخة» التي تتمحور حول زخرفة الملابس باستخدام خيوط الزينة الملونة، إلى جانب صناعة المكاحل، التي تهدف إلى إحياء فن صناعة أوعية الكحل التراثية.