كُشف حديثاً عن تفاصيل الأيام والساعات الأخيرة في حياة د. فرانك أولسون، عالم الحرب البيولوجية الذي كان يعمل ضمن برنامج «MKULTRA» السري التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
في عام 1953، أُعطي أولسون جرعة من عقار «إل إس دي» سراً خلال اجتماع، وتوفي بعد 9 أيام إثر سقوطه من نافذة غرفته في فندق بمدينة نيويورك. وأُعلن عن وفاته كحادث انتحار، لكن هناك من يشكك في هذه الرواية، ويعتقد أنه تم قتله.
فيما رُفعت السرية مؤخراً عن رواية مباشرة تروي لحظات حياته الأخيرة، كتبها فينسنت رويت، الرئيس السابق لقسم العمليات الخاصة في فيلق الكيمياء بالجيش الأمريكي.
وفقاً للرواية، بعد الاجتماع الذي جرى في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1953، حيث تم إعطاء أولسون العقار المخدّر، بدا العالم مضطرباً بشكل غير معتاد، وهو ما يختلف عن سلوكه الاجتماعي العادي. في الأيام التي تلت ذلك، أصيب أولسون بجنون العظمة، وكان نادراً ما يتناول الطعام، كما اختفى في بعض الأحيان ليُلقي محفظته وبطاقة هويته وماله، معتقداً أن رويت طلب منه ذلك.
وعُثر على جثة أولسون خارج فندق «ستاتلر»؛ حيث كان يقيم في الطابق الثالث عشر، ولم يُسمح لعائلته برؤيتها. وقيل لهم إنه تعرض لإصابات خطِرة في الوجه جراء السقوط من النافذة وأنه انتحر، لكن التحقيقات التي أجراها ابنه الأكبر في عام 1994 كشفت أن جثة أولسون لم تكن مشوهة كما قيل. وأوضح الطبيب الشرعي أن أولسون كان يعاني من إصابة في رأسه، وهو ما يتماشى مع فرضية تعرضه للقتل داخل غرفته قبل أن يُلقى من النافذة.
كان برنامج «MKULTRA»، الذي نفذته وكالة المخابرات المركزية بين عامي 1953 و1964، يهدف إلى تطوير أساليب وأدوية يمكن استخدامها أثناء الاستجواب؛ لإضعاف الأفراد وإجبارهم على الاعترافات من خلال غسيل المخ والتعذيب النفسي.
وقال متحدث باسم الوكالة، إنه تمّ إنهاء البرنامج في عام 1963 بسبب قلة النتائج المثمرة والمخاوف الأخلاقية المتعلقة بالاختبارات غير المتعمدة. كما أشار إلى التزام الوكالة بالشفافية حيال هذا الفصل من تاريخها، بما في ذلك نشر الوثائق المتعلقة بالبرنامج على موقع CIA.gov.
تركز رواية رويت التي تم رفع السرية عنها في ديسمبر/كانون الأول 2023، على الحالة النفسية للدكتور أولسون في الأيام التي تلت تجربته في «بحيرة ديب كريك» بماريلاند؛ حيث خضع لتجربة عقار «MKULTRA». وصف رويت شخصية أولسون قبل هذه التجربة، بأنه كان شخصاً منفتحاً يحب المزاح العملي، وكان اجتماعياً ويتمتع بشعبية واسعة، وكان دائماً على استعداد لمساعدة الآخرين. ومع ذلك، بعد التجربة، أصبح سلوكه غريباً؛ حيث بدأ يظهر عليه اضطراب شديد وكان يشعر بجنون العظمة، مما أثار قلق رويت. وفي 23 نوفمبر 1953، التقى أولسون مع رويت ليعبر عن قلقه، متهماً نفسه بعدم الكفاءة واعتقاده بأنه ارتكب خطأً ما.