نعرض لكم زوارنا الكرام تفاصيل: «كاري أون».. إثارة وتشويق من البداية حتى النهاية اليوم السبت 11 يناير 2025 10:17 مساءً وذلك على النحو التالي:
مارلين سلوم
قبل أن تُشعل شركات الإنتاج الأمريكية الكبرى نار القصص التي تذهب أبعد من «الخيالية»، مع خلق شخصيات أسطورية خارقة وأكوان متعددة تتصارع على الأرض وفي الفضاء وتميتها وتعيدها إلى الحياة مراراً وتكراراً، كانت أفلام الجريمة والأفلام البوليسية رائجة ولها جمهور كبير حول العالم يُقبل على مشاهدتها بكثافة. أفلام تكتفي بحدود تأليف قصة من خيال كاتب ما ولا تذهب إلى ما هو أبعد من الموجود في الحياة، يكون فيها مبالغات في مشاهد الحركة والمطاردات، لكنها تقترب كثيراً من الواقع ويمكنك تصديقها والتفاعل معها. من هذه النوعية القريبة من الواقع ومن المنطق والقادرة على جذب الجمهور بقوة، «كاري أون» أو «حقيبة سفر» الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وتعرضه حالياً.
ليست كل أفلام الجريمة مقززة أو تتضمن مشاهد قتل وعنف مبالغاً فيها ويشمئز المشاهد أثناء مشاهدتها، ففيلم مثل «كاري أون»، ورغم تعمّد مخرجه جاومي كوليت سيرا افتتاح أحداثه بمشهد دموي وجريمة لا تفهم في البداية طبيعتها وأسبابها، إلا أنه يستطيع حثك على متابعته؛ حيث تتفوق القصة على مشاهد القتل، وتتفوق الدراما والتشويق على المطاردات الفارغة التي يعتمدها معظم مخرجي هذه النوعية ويكثفونها لملء الفراغ وتعويض ضعف المضمون والتركيز على الضرب والعنف والقتل.
حسناً فعل الكاتب تي جي فيكسمان بأنه لم يتأثر بموجة أفلام العنف السائدة بكثرة، والتي يتم إنتاجها للعرض في الصالات أو تلك المخصصة للمنصات التلفزيونية؛ حيث منح المضمون عمقاً وركز على المنطق في القصة وابتعد عن المط والمغالاة في مشاهد «الأكشن» غير المبررة. ورغم امتداد الفيلم إلى الساعتين، إلا أنه حافظ على مستوى التشويق منذ البداية وحتى النهاية مع اتباع التدرج التصاعدي في الانتقال من مرحلة إلى أخرى خلال الأحداث، ومثله سار المخرج جاومي كوليت سيرا بنفس الخط التصاعدي، علماً أن الأحداث كلها بقيت محصورة في مكان واحد، باستثناء مشهد البداية القصير، والذي يعتبر تمهيداً لتعريفنا بالشخصيتين الرئيسيتين: موظف أمن في مطار «إل إيه إكس» إيثان كوبيك (تارون إيجرتون) وزوجته نورا باريسي (صوفيا كارسون) المسؤولة عن قطاع أمني في نفس المطار، ومشهد في مشتل زراعي قُتل فيه صاحبه بطريقة غريبة من خلال رجل لا تظهر ملامحه إنما يستلم من «القتيل» حقيبة سفر صغيرة يذهب بها مباشرة إلى المطار. ومن هنا تبقى أحداث الفيلم داخل المطار الذي يشهد زحمة مسافرين وحركة تنقلات كبيرة خلال إجازة أعياد الكريسماس. ويبدو أن تلك الفترة، أعياد الكريسماس ورأس السنة، باتت مصدر وحي للمؤلفين وصناع الأفلام السينمائية الذين ينقسمون إلى قسمين: قسم يتبنى الفرح والبهجة ويقدم أفلاماً رومانسية وكوميدية تتناسب مع أجواء الأعياد والتجمعات العائلية، وقسم يربط بين العيد والعنف بقصص رعب تخيف الجمهور وجرائم بشعة لا تناسب إلا الكبار!
فرحة وقلق
نورا تعيش فرحة إعلان خبر حملها لطفلهما الأول، بينما إيثان يبدو قلقاً ربما بسبب عدم رضاه عن وظيفته التي تحصره بالعمل تحت الأرض في جهاز أمن نقل الحقائب، يطلب من المسؤول عن موظفي الأمن في المطار فيل ساركوفسكي (دين نوريس) ترقيته أو على الأقل منحه فرصة إثبات ذاته وقدرته على إتقان عمله في مراقبة حقائب المسافرين على الجهاز، يرفض ساركوفسكي الأمر فيتذرع جايسون صديق إيثان (سينكوا والز) بانشغاله بعمل آخر كي يمنحه فرصة العمل مكانه، لكن هذه الفرصة التي لطالما انتظرها إيثان تحمل له مفاجآت غير سارة يعيش معها كابوساً حقيقياً.
تقوم إحدى المسافرات بتسليم إيثان سماعة أذن ويتلقى في نفس الوقت رسالة نصية على هاتفه تأمره بوضع السماعة. يخبره شخص غريب (جايسون بيتمان) بوجوب اتباع التعليمات التي سيمليها عليه والاحتفاظ بالسماعة في أذنه، وإلا سيقوم بقتل نورا. كل ما على إيثان فعله هو السماح لحقيبة يحملها شاب بالمرور عبر جهاز الأشعة السينية دون تفتيش الحقيبة أو إطلاق جهاز الإنذار أو الإبلاغ عن الشاب والحقيبة. يبقى الرجل متسمراً، يمارس عمله وهو يراقب بعينيه كل المسافرين محاولاً اكتشاف هوية صاحب الصوت. وحين تمر الحقيبة يكتشف أن ما تتضمنه هي مادة كيماوية تعتبر من أخطر السموم في العالم، سائل غير معروف هو أحد أخطر الأسلحة الروسية، غاز للأعصاب يحلل الجسد، فهل سيوافق إيثان على تمريرها وهو يعلم أنها ستتسبب في مقتل 250 راكباً على متن الطائرة التي سيركبها هذا المسافر، أم يغامر وهو يعلم أن حياة حبيبته وطفلهما في خطر؟
«حقيبة واحدة مقابل حياة» عبارة يرددها المسافر الإرهابي، والغريب أنه ليس هو من يحمل تلك الحقيبة؛ حيث يكتشف إيثان أن من يملي عليه التعليمات رجل يتنقل في صالة المسافرين بحرية، بينما من يحمل الحقيبة رجل ثانٍ، وخارج مبنى المطار سيارة يجلس فيها رجل ثالث قناص تمكن من الدخول على نظام كاميرات المطار للتجسس على حركة المسافرين والموظفين وما يفعله إيثان، وهو يتلقى الأوامر من المسافر الإرهابي الذي يدير اللعبة من صالة السفر، وينتظر منه إشارة كي يقوم بقتل نورا أو إيثان.
حصار
تشويق وترقب وتساؤلات تراودك، ترى أي خيار هو الأفضل؟ وكيف سيتمكن إيثان من الإفلات من هذه الجريمة وقد أحكموا عليه طوق المراقبة ولا يستطيع حتى الاتصال بزوجته أو إبلاغ أي من زملائه بما يحصل؟
في المقابل، تتحرك الأجهزة الأمنية للتحقيق في مقتل الرجل صاحب المشتل، وتكتشف الضابط إيلينا كول (دانيال ديدويلر) أن الرجل قتل بمادة سامة، غاز يتسلل مباشرة ويؤدي إلى سكتة قلبية، وبذكائها وحسها الأمني العالي تربط الأحداث ببعضها وتتوصل إلى معلومة تتعلق مباشرة بإيثان فتتجه إلى المطار؛ حيث تتسارع الأحداث وتتصاعد بشكل تشويقي يقطع أنفاس المشاهدين ويجعلهم مشدودين مترقبين لكل حركة، بينما إيثان ينتقل من مغامرة إلى مغامرة أكبر منها، وعليه وحده تقرير مصير المسافرين، فإما التضحية بـ250 راكباً على متن الطائرة، أو تفجير الحقيبة في المطار حيث آلاف المسافرين والموظفين والعمال.
تارون إيجرتون الذي بدأ مسيرته نحو الشهرة في فيلمي «كينجزمان» (2014 و2017) يؤدي شخصية إيثان كوبيك بكثير من الجدية ويمنحها قدراً من الغموض و«الكاريزما»، كذلك يجسد جايسون بيتمان بكل إتقان وجه الشر والإجرام بلا أي شفقة ولا رحمة.
قبل أن تُشعل شركات الإنتاج الأمريكية الكبرى نار القصص التي تذهب أبعد من «الخيالية»، مع خلق شخصيات أسطورية خارقة وأكوان متعددة تتصارع على الأرض وفي الفضاء وتميتها وتعيدها إلى الحياة مراراً وتكراراً، كانت أفلام الجريمة والأفلام البوليسية رائجة ولها جمهور كبير حول العالم يُقبل على مشاهدتها بكثافة. أفلام تكتفي بحدود تأليف قصة من خيال كاتب ما ولا تذهب إلى ما هو أبعد من الموجود في الحياة، يكون فيها مبالغات في مشاهد الحركة والمطاردات، لكنها تقترب كثيراً من الواقع ويمكنك تصديقها والتفاعل معها. من هذه النوعية القريبة من الواقع ومن المنطق والقادرة على جذب الجمهور بقوة، «كاري أون» أو «حقيبة سفر» الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وتعرضه حالياً.
تميز الشخصيات
يمكن القول إن المخرج كوليت سيرا الذي برع في تقديم فيلم مشوّق وبإيقاع سريع رغم كثرة الحوار فيه، نجح أيضاً في اختيار كل الممثلين الذين منحوا الشخصيات المزيد من التميز، تارون وجايسون وصوفيا، كذلك لوغان مارشال جرين، وثيو روسي، ودين نوريس، وصاحبة الأداء الرائع دانيال ديدويلر التي تنجح في تجميع كل القطع وكأنها «بازل» لتصل إلى اكتشاف حقيقة ما يجري. هذا لا يعني أن الأحداث تمشي بخط منطقي مقنع بكل تفاصيلها، إذ لا بد من أن يتسع خيال الكاتب وأن يضع البهارات لمزيد من التشويق ولإضافة عنصر المفاجأة التي برزت في الفيلم.
يذكر بأن هذا المقال: «كاري أون».. إثارة وتشويق من البداية حتى النهاية قمنا بنقله من مصدره الرسمي ( صحيفة الخليج ) وقد قام فريق اليوم الإخباري بمراجعته والتأكد منه وتعديل بعض الأخطاء إن وجدت او عدم التعديل إن لم يكن به أخطاء ويمكنك قراءة هذا الموضوع او متابعته من مصدره الأساسي. وفي الختام نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم عبر موقع اليوم الإخباري تفاصيل كافية عن «كاري أون».. إثارة وتشويق من البداية حتى النهاية، وللمزيد يمكنكم تصفح موقعنا.
0 تعليق