الاثنين 04 نوفمبر 2024 | 11:27 صباحاً
الغاز الطبيعي
تشكل أول بئر غاز في العالم نقطة تحول حقيقية في تاريخ تطوير عمليات استخراج الغاز، حيث فتحت الباب أمام المطورين لحفر المزيد من الآبار وزيادة الإنتاج لمواكبة الطلب المتزايد. في عام 1821.
نقطة تحول في تاريخ استخراج الغاز الطبيعي
تدفقت أول كمية غاز من بئر في قرية فريدونيا بولاية نيويورك، مما ساهم في انطلاق صناعة الغاز الطبيعي كوقود منخفض الانبعاثات وأحد المكونات الأساسية في مزيج الطاقة العالمي.
أول بئر غاز في العالم.. وليام هارت والرؤية الأولى
في عام 1821، انطلقت أعمال الحفر تحت إشراف رائد الأعمال وليام هارت، حيث تم حفر أول بئر غاز على عمق لم يتجاوز 27 قدمًا (حوالي 8 أمتار). ورغم أن المملكة المتحدة كانت أول من استخدم الغاز لأغراض تجارية عام 1785، إلا أن نجاح هارت في حفر هذه البئر يمثّل بداية جديدة لصناعة الغاز في أميركا.
"أبو الغاز الطبيعي" وتأسيس شركة فريدونيا
عرف وليام هارت بلقب 'أبو الغاز الطبيعي'، حيث أسس شركة فريدونيا غاز لايت كومباني في عام 1858، لتكون أول شركة غاز طبيعي في الولايات المتحدة. وقد دخلت البئر، التي تُعدّ أيضًا الأولى من نوعها في أميركا الشمالية، حيز الإنتاج في عام 1825. بدأ الغاز المستخرج يُستخدم في إنارة الشوارع والمتاجر ومطاحن الحبوب.
التحديات والنجاحات في الحفر
خلال مساعيه، نفّذ هارت ثلاث محاولات لحفر البئر، كما أوضحت المؤرخة لويس باريس. بعد محاولتين غير ناجحتين، تمكن من العثور على تدفق جيد من الغاز على عمق 70 قدمًا، مما دفعه لتطوير أدوات بدائية لنقل الغاز وتسويقه. وقد كان لهذا النجاح دور كبير في توسيع استخدام الغاز في الإضاءة بتكاليف معقولة.
اكتشافات جديدة في صناعة الغاز وخزانات الحجر الرملي
في عام 1883، اكتُشف إنتاج الغاز في خزانات الحجر الرملي في تكوين ميدينا بمقاطعة إيري، وواصلت الاكتشافات لتشمل عدة مناطق. بحلول أوائل القرن الـ20، أصبح الغاز يُنتج بكميات تجارية من الحجر الجيري في عدة مقاطعات، مما ساهم في تطوير صناعة الغاز وتوسيع نطاقها.
بناء شبكة خطوط الأنابيب
مع نهاية القرن الـ19، نجحت شركات الغاز في تطوير خطوط أنابيب تربط بين الولايات، مما أتاح نقل الغاز بكفاءة. وفي عام 1916، ظهرت أول منشأة لتخزين الغاز في حقل زوار بولاية ويسكونسن، مما ساهم في تعزيز قدرة التخزين والتوزيع.
مراحل تطور استعمال الغاز: من المصابيح إلى الاستخدامات المنزلية والاعتماد على الغاز في إضاءة الشوارع
على مدار القرن الـ19، كان الغاز الطبيعي يُستخدم بشكل شبه حصري في إضاءة المصابيح. ومع التحول التدريجي نحو الكهرباء في تسعينيات القرن الماضي، بدأ المنتجون في البحث عن أسواق جديدة، مما أدى إلى تطوير تقنيات جديدة لاستخدام الغاز.
اختراع موقد بنسن وتأثيره على الاستخدام
في عام 1885، اخترع روبرت بنسن 'موقد بنسن'، الذي مهد الطريق لاستخدام الغاز في الطهي والتدفئة. هذا الاختراع، بالإضافة إلى بناء خطوط الأنابيب في عام 1891، أسهم في فتح أسواق جديدة للغاز الطبيعي.
الغاز الطبيعي عبر العصور: من العصور القديمة إلى الاستخدام التجاري الحديث
على الرغم من أن الغاز الطبيعي كان معروفًا منذ العصور القديمة، فإن استخدامه لأغراض تجارية يُعد أمرًا حديثًا. ففي حوالي 1000 قبل الميلاد، تسرب الغاز الطبيعي من الأرض في معبد دلفي اليوناني. كما استخدم الصينيون 'أنابيب' من الخيزران لنقل الغاز في 500 قبل الميلاد.
بداية الإنتاج التجاري في المملكة المتحدة
بدأ أول إنتاج تجاري للغاز الطبيعي في المملكة المتحدة عام 1785، مع استخدام الغاز المستخرج من الفحم في إنارة الشوارع. وفي عام 1816، أصبحت مدينة بالتيمور في الولايات المتحدة أول مدينة تضيء شوارعها باستخدام الغاز.
مصادر إنتاج الغاز الطبيعي: أنواع الغاز والتقنيات المستخدمة
يُستخرج الغاز الطبيعي من آبار مشابهة لآبار النفط، ويُصنف إلى غاز مصاحب وغاز غير مصاحب. الغاز المصاحب يُكتشف مع النفط، بينما الغاز غير المصاحب يوجد بمفرده. هناك أيضًا الغاز غير التقليدي، الذي يُستخرج بتقنيات مثل التكسير الهيدروليكي.
غاز الفحم ومصادر أخرى
يشمل الغاز الطبيعي أيضًا غاز الفحم، الذي يُستخرج من رواسب الفحم. تتنوع مصادر الغاز الطبيعي، مما يجعله جزءًا أساسيًا من نظام الطاقة العالمي.
أهمية الغاز الطبيعي في المستقبل
يعتبر الغاز الطبيعي اليوم أحد المصادر الرئيسية للطاقة، مع شبكة نقل متطورة تمتد آلاف الأميال. من أول بئر غاز حُفرت في نيويورك إلى الشبكات الحديثة، يمثل الغاز الطبيعي مستقبلًا واعدًا للطاقة المستدامة، مما يعكس أهمية استدامته في تحقيق أهداف الطاقة العالمية.
0 تعليق