نعرض لكم زوارنا الكرام آخر المستجدات كما وردت من خلال المقال التالي: الإمارات.. قصة وطن العزة والشموخ اليوم الاثنين 2 ديسمبر 2024 01:19 صباحاً
الاتحاد: تأسس في 1971 بعقل حكيم وتخطيط سليم
الإمارات: تعانق السماء قامة وتعلو قيمة ومكانة
القوات المسلحة: توحيد القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة
علم الدولة: رفرف للمرة الأولى من «دار الاتحاد» في دبي
إعداد: جيهان شعيب
يتجدد الثاني من ديسمبر سنوياً، احتفاء الإمارات وطن العزة والشموخ بذكرى تأسيس اتحادها، التي تتصدر الأذهان دوماً، ولم تبرح الذاكرة يوماً، ففي مثل اليوم من عام 1971، ومنذ 53 عاماً، خرجت إلى أرض الواقع دولة كبيرة قدراً ومقاماً، لم تولد من العدم، وإنما بفكر حكيم من القائد والأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي حلم بتوحيد الإمارات السبع في دولة واحدة، وسعى إلى تحقيق ذلك بإصرار، وبرؤية رائدة، وتخطيط سليم، تأسس الاتحاد، وجاءت الإمارات لتعانق السماء قامة، وتعلو عن غيرها قيمة، ومكانة.
راسخ العُرى
والإمارات وطن راسخ العُرى، سيبقى أبد الدهر موضع فخر أبنائه، وستظل صفحات التاريخ تسرد قصة تأسيسه، وتتداولها الأجيال تباعاً، من السطر الأول، حتى اليوم، في البداية كانت الإمارات المتصالحة أوّل منطقة عربية تفرض بريطانيا سلطتها عليها عام 1820، وفي عام 1968، أعلنت الحكومة البريطانية عن نيّتها في الانسحاب من منطقة الخليج مع نهاية عام 1971.
ويعود السبب في إعلانها ذلك إلى عدد من العوامل الاقتصادية المختلفة، كان من أبرزها انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني، والضغوط الداخلية من حزب العمال للحدّ من الإنفاق على المسائل الدفاعية، وعدم القدرة على الاحتفاظ بقوات بريطانية في الخارج، إلى جانب مجموعة من العوامل الأخرى التي دفعت بريطانيا إلى الانسحاب.
وبالفعل في 30 نوفمبر 1971، انسحب البريطانيون من الإمارات المتصالحة، وكان ذلك نهاية سيادة العهد البريطاني في المنطقة، فيما قبيل ذلك، كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، دائم التفكير في توحيد الإمارات لاشتراكها في التاريخ، والعادات والتقاليد، وجغرافية المكان، وغيرها، في ما كان يعمل منذ توليه سدّة حكم إمارة أبوظبي في 6 أغسطس عام 1966، على تنمية الإمارة في مختلف المجالات.
أبوظبي.. تحولات جذرية
حيث شهدت أبوظبي بعد سنوات قليلة من تولي الشيخ زايد مقاليد الحكم، تحولات جذرية من حيث تنفيذ المئات من مشاريع البناء، والتشييد، والتحديث، والتطوير، التي شملت إقامة مساكن، وتجمّعات سكنية حديثة، وبناء مستشفيات، وعيادات، ومدارس، وجامعات، ومعاهد، وكليات وغيرها، فضلاً عن تعزيز البنية التحتية بطرق، وجسور، وشبكات كهرباء ومياه، وخدمات اتصال ومواصلات، وغيرها من المرافق الاساسية، من أجل بناء دولة عصرية، وتوفير مقومات الحياة الكريمة للمواطنين.
ومع كل التطوير الذي شهدته أبوظبي على يد الشيخ زايد، فإن فكرة الاتحاد لم تبرح ذهنه، حيث خصص جزءاً كبيراً من دخل إمارة أبوظبي، لصندوق تطوير الإمارات المتصالحة، وحينذاك قال: «نستطيع بالتعاون وبنوع من الاتحاد، اتّباع نموذج الدول الأخرى النامية»، لذا وعقب إعلان البريطانيين عام 1968 عن نيتهم الانسحاب، بدأ الشيخ زايد بالتحرك سريعاً لتعزيز الروابط مع إمارات الساحل المتصالح.
اتفاقية الاتحاد
وعلى الفور وفي خطوة أولى في توحيد الساحل المتصالح وتأسيس الاتحاد، وفي 18 فبراير 1968 اجتمع الشيخ زايد مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الذي كان حاكماً لدبي، بالقرب من منطقة السميح على طريق دبي - أبوظبي، وعرف الاجتماع ب«عرقوب السديرة»، وتمخض عن إعلان اتحاد يضم إمارتي أبوظبي ودبي، تمهيداً لاتحاد أكبر وأشمل، ووقعا على اتفاقية عرفت «اتفاقية الاتحاد».
وأسفر اتفاقهما في ذلك اللقاء التاريخي، عن دمج إمارتيهما في اتحاد واحد، والمشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية والدفاع، والأمن والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة، في حين تُركت باقي المسائل الإدارية إلى سلطة الحكومة المحلية لكلّ إمارة، في حين تركّزالهدف من تأسيس الاتحاد في أن يكون نواةً للوحدة العربية، ولحماية الساحل الذي كانت الثروة النفطية متوقعة فيه من مطامع الدول المجاورة الأكثر قوة.
مؤتمر دستوري
عقب ذلك أراد الشيخ زايد والشيخ راشد، توسيع الاتحاد، فوجها الدعوة إلى حكام الإمارات الأخرى، للمشاركة، وبالفعل اجتمع حكام إمارات ساحل عُمان العربية السبع وهي أبوظبي، ودبي، والشارقة، وأم القيوين، ورأس الخيمة، والفجيرة، وعجمان، وعقد حكّام الإمارات مؤتمراً دستورياً في دبي، ووقعوا اتفاقية مكوّنة من إحدى عشرة نقطةً، أصبحت قاعدةً للجهود المكثّفة لتشكيل الهيكل الدستوري والشرعي ل«اتحاد الإمارات العربية».
وفي 18 يوليو 1971، اجتمع حكام الإمارات الست، «أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة»، وقرروا إعلان قيام دولة الإمارات، وتأسيس دولة مستقلة ذات سيادة في 2 ديسمبر 1971.
قيام الدولة
ورفع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، علم الدولة الجديدة، على سارية دار الاتحاد في دبي، وانتخب الحكام الشيخ زايد، ليكون أوّل رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأعيد انتخابه بعد انتهاء خمس سنوات، وانتخب الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً للرئيس، وهو منصب استمرّ فيه حتى وفاته عام 1990.
وكان قد صدر عن اجتماع الإمارات الست بلاغ تاريخي جاء فيه «يزفّ المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والعالم أجمع، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءاً من الوطن العربي الكبير»، وجرى الاتفاق رسمياً على وضع دستور مؤقّت ضم 152 مادة، وارتكز على نسخة معدّلة من نصّ الدستور السابق لإمارات الخليج التسع، واعتمدت أبوظبي، عاصمة مؤقتة للاتحاد، ثم انضمت رأس الخيمة، إلى الاتحاد في 10 فبراير 1972.
توحيد الجيش
وفي 6 مايو 1976، قرر الشيخ زايد، توحيد القوات المسلحة تحت علم واحد، وقيادة واحدة، بموجب المادة 138 من الدستور، التي نصت على أن يكون للاتحاد قوات مسلحة برية، وبحرية، وجوية، موحّدة التدريب والقيادة، ويكون تعيين القائد العام لهذه القوات، ورئيس الأركان العامة، وإعفاؤهما من منصبيهما بمرسوم اتحادي، كما تضمنت المادة أنه يجوز أن يكون للاتحاد قوات أمن اتحادية، ومجلس وزراء الاتحاد، المسؤول مباشرة أمام رئيس الاتحاد، والمجلس الأعلى للاتحاد عن شؤون هذه القوات جميعاً.
وكان اتحاد الإمارات السبع قام على أساس دستورٍ مؤقت، وعليه عقد اجتماع في 20 مايو 1996، ليوافق المجلس الأعلى للاتحاد، وهم حكام الإمارات السبع على نصّ معدّل للدستور، جعل دستور البلاد المؤقّت الدستور الدائم لدولة الإمارات، واتخذت أبوظبي عاصمة الدولة.
خمس سلطات
وحدد الدستور خمس سلطات للدولة الاتحادية هي: المجلس الأعلى للاتحاد، ويتكون من الحكام السبعة، وهو أعلى المؤسسات في الدولة، ويتخذ قرارته بالأكثرية، على أن تكون أبوظبي ودبي، ضمن الأكثرية، ورئيس الدولة ونائبه، ومجلس الوزراء، والمجلس الوطني الاتحادي، وهو مجلس استشاري ضم في ذلك الوقت 34 عضواً، ثمانية أعضاء لأبوظبي ودبي، وستة من إمارة الشارقة، وأربعة للإمارات المتبقية، ويخصص لرأس الخيمة 6 مقاعد عند انضمامها للاتحاد، ليصبح عدد الأعضاء 40، والسلطة التشريعية أو القضائية، وتتكون من عدد من المحاكم على رأسها المحكمة الاتحادية.
ومن جانب ثان عمل الشيخ زايد، فور توليه رئاسة الدولة، على تطوير بنيتها التحتية، وكان ذلك من أولوياته التي عمل جاهداً عليها، حيث أنشأ الطرق الحديثة، والموانئ البحرية، وشبكات الخطوط الهاتفية المتطورة التي أبرزت الإمارات ودورها المهم في العالم الصناعي الحديث، وتصدرها مكانة مرموقة بين أكثر دول العالم الصناعية تقدماً، فضلاً عن الكثير غير ذلك الذي رسخ مكانة الدولة وتقدمها.
التعاون الخليجي
أسفرت رؤية الشيخ زايد، وإخوانه في دول الخليج العربية الست، عن تكوين تجمع إقليمي وسياسي رسمي، حيث وقّع رؤساء هذه الدول (البحرين والكويت، وعُمان وقطر، والسعودية والإمارات) وثيقة تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 25 مايو1981 في قمتهم الأولى بأبوظبي.
أهداف أساسية
حدّد دستور دولة الإمارات، بأن مصلحة الاتحاد هي الغاية الأسمى، ورسم أبرز أهداف الدولة وهي:
الحفاظ على استقلال وسيادة وأمن واستقرار الدولة الاتحادية، وكل من إماراتها الأعضاء
حماية حقوق وحريات شعب الاتحاد، وتحقيق التعاون بين إماراته للمصلحة العامة للدولة،
وتوفير الحياة الأفضل لجميع المواطنين، واحترام كل إمارة عضو لاستقلال وسيادة الإمارات الأخرى في شؤونها الداخلية بحسب الدستور
ومن العوامل التي أدت لقيام الاتحاد بين الإمارات السبع اللغة المشتركة، والدين، وتشابه العادات والتقاليد، وتكامل التضاريس وتداخلها، والموارد المتماثلة، وتقاسم المصالح والطموحات.
الاعتراف الدولي
انضمت دولة الإمارات إلى عضوية الجامعة العربية في 2 ديسمبر1971، وأصبحت بذلك العضو الثامن عشر فيها.
في 9 ديسمبر 1971، وافق مجلس الأمن الدولي على انضمامها إلى عضوية الأمم المتحدة.
حصلت على عضوية منظمة التعاون الإسلامي عام 1972.
أسهمت الدولة في إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981، الذي يضم المملكة العربية السعودية، والكويت، والإمارات، وقطر، ومملكة البحرين، وسلطنة عُمان.
اعتزاز نبيل
يتجلى على الدوام اعتزاز الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالدولة وشعبها، والآباء المؤسسين، في أقواله السامية، ومنها قوله «نحن محظوظون بهذا الشعب العزيز، شعب أثبت قبل الاتحاد وبعده وفي كل المراحل الصعبة التي مرت بنا، أصالته وصلابته وإرادته القوية وقدرته على تجاوز التحديات، اعتزازنا وفخرنا بالإنسان الإماراتي لا حدود له».
من جانب ثان نشر سموّه، كلمة مصورة على منصة «إكس»، في عيد الاتحاد ال52، وجّهها إلى شعب الإمارات، وكل من يعدّ الإمارات وطناً، وقال فيها «تمضي الأعوام في عمر هذا الوطن عاماً بعد عام، ونحن نمضي إلى الأمام يداً بيد وقلباً بقلب، وعزيمة لا تقف عند حد، متمسّكين بجذورنا في هذه الأرض المباركة، ورافعين رؤيتنا إلى السماء، وكل عام والوطن بكم جميعاً أجمل، الحمد لله على نعمة الإمارات، والحمد لله على نعمة شعب الإمارات».
حياة كريمة
نشر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تدوينة على منصة «إكس»، في عيد الاتحاد ال52، قال فيها «نبدأ اليوم عاماً اتحادياً جديداً.. 52 عاماً مرت على دولة الاتحاد، صنعت فيها الإنسان ورفعت البنيان، ورسّخت مكانتها بين الأمم، وصاغت لشعب الاتحاد خلالها حياة كريمة وعزيزة، وللأجيال الجديدة مستقبلاً مشرقاً بإذن الله».
وتابع «بروح الاتحاد، اجتمع المؤسسون رحمهم الله، وتوحّدت قلوبهم وجهودهم، وبروح الاتحاد تعمل اليوم آلاف فرق العمل على امتداد هذه الأرض الطيبة الغالية بكل إخلاص وتفانٍ».
الآباء المؤسسون
* الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حاكم أبوظبي، وشغل منصب أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وولد في عام 1918 وتوفاه الله عام 2004.
* الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، حاكم إمارة دبي، وعند قيام الاتحاد عُيّن نائباً لرئيس دولة الإمارات، وولد عام 1912 وتوفاه الله في عام 1990.
* الشيخ خالد بن محمد القاسمي، رحمه الله، حاكم إمارة الشارقة، وولد عام 1931 وتوفاه الله في عام 1972.
* الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رحمه الله، حاكم إمارة عجمان، وولد عام 1902 وتوفاه الله في عام 1981.
* الشيخ أحمد بن راشد المعلّا، رحمه الله، حاكم إمارة أم القيوين، وولد عام 1908 وتوفاه الله عام 1981.
* الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمه الله، حاكم إمارة رأس الخيمة، وولد عام 1918 وتوفاه الله عام 2010.
* الشيخ محمد بن حمد الشرقي، رحمه الله، حاكم إمارة الفجيرة، وولد عام 1908 وتوفاه الله عام 1974.
وفي الختام نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم عبر موقع اليوم الإخباري تفاصيل كافية عن الإمارات.. قصة وطن العزة والشموخ - اليوم الإخباري المنقول من مصدره صحيفة الخليج.
ولا تنسى الضغط هنا ومتابعة قناتنا على تليجرام
0 تعليق