تعزيز مهارات الأفراد يبقي الذكاء الاصطناعي على المسار السليم
دبي: «الخليج»
أكد مشاركون في الاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية 2024 بدبي أهمية إبقاء الذكاء الاصطناعي واستخداماته المستقبلية على المسار السليم، من خلال تعزيز مهارات الأفراد وتطوير قدرات القوى العاملة وتبادل الخبرات ومشاركة البيانات للاستفادة من الفرص الواعدة التي توفرها تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمستقبل العمل، مشيرين إلى أن الفرص المستقبلية التي ينطوي عليها ستعود على العالم بتريليونات الدولارات.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «إبقاء الذكاء الاصطناعي على المسار الصحيح» ضمن أعمال مجالس المستقبل العالمية 2024 في دبي.
وأكد البروفيسور إريك براينولفسون مدير مختبر الاقتصاد الرقمي في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية أن السيناريوهات المحتملة التي تسهم في توجيه التكنولوجيا لصالح الإنسانية والمجتمعات تعتمد على الخيارات والقيم التي نختار الالتزام بها، مشدداً على أن الذكاء متعدد الأبعاد، ولا يجب حصره في مسار واحد أو مسارات محدودة.
وأوضح أن الحياة البشرية تطورت بسرعة قياسية خلال القرنين الماضيين؛ منذ اختراع المحرّك البخاري، الذي شكّل تكنولوجيا عصره، ووصولاً إلى تطوير تطبيقات لا محدودة للذكاء الاصطناعي في وقتنا الحالي، معتبراً أنها تكنولوجيا محورها المهام التي نسندها إليها كبشر لتحقيق تقدمنا الاقتصادي والاجتماعي والبشري.
وقال إن الكثير من التحديات العالمية يمكن حلها بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي الذي يحدث تحولات جذرية في حاضر عالمنا ومستقبله، مشيراً إلى التحسن القياسي بسرعات غير مسبوقة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي لا سيما خلال السنوات من 2012 وحتى اليوم، حيث تتعلم الآلات بمجهود بشري أداء الكثير من المهام التقليدية المضنية.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا مهمة، فاز قطاع منها هذا العام بإحدى جوائز نوبل العالمية، لكنها مجرد البداية، وتفعيلها على النحو الأمثل يحتاج إلى تضافر قدرات العقل البشري والمهارات البشرية، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد على التقاط الصور الشعاعية أو حمل الأشياء ونقلها، لكنه سيحتاج إلى من يصمم مهامه ويقودها، وهو ما يحافظ على الدور البشري المركزي.
وأشار إلى إمكانات تطوير مهام الأعمال وتسهيلها على كوادر العمل بتفعيل استخدامات الذكاء الاصطناعي، راسماً خطة من مرحلتين رئيسيتين للتعامل مع مستقبل الذكاء الاصطناعي؛ وهما وضع الخطط، ثم تقييم التقدم، مؤكداً تفاؤله بالأثر الإيجابي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي مستقبلاً على الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد العالمي، وأنماط العمل، ومنظومة المهارات التي تحتاجها الحضارة البشرية لمواصلة التقدم والإبداع والابتكار.
وأكدت الجلسة أهمية تفعيل الذكاء الاصطناعي في تطوير مهام العمل بناء على البيانات، وضرورة عمل مصممي السياسات على إعداد القوى العاملة للتحوّل الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي، وأن تكون هناك مؤشرات أداء واضحة لقياس أثر الذكاء الاصطناعي على مختلف العمليات والقطاعات.
0 تعليق