أبوظبي: عبدالرحمن سعيد
تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، جمعت حملة «الإمارات معك يا لبنان» 250 طناً من المواد الإغاثية والغذائية والمستلزمات الأساسية لمختلف الأطفال والنساء والرجال وكبار السن من الأشقاء اللبنانيين المتضررين من الأزمة الطارئة والظروف الإنسانية الحالية الحرجة.
وشارك أكثر من 4000 متطوع في حملة جمع التبرعات، بمركز جمع المساعدات الإنسانية بمحطة أبوظبي للسفن السياحية التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، حيث تمكنوا من جمع 10 آلاف طرد إغاثي.
وزار سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، مركز تجميع المساعدات الإنسانية الإغاثية في محطة السفن السياحية في موانئ أبوظبي.
وتفقد سموّه جهود فرق العمل من الجهات الإماراتية المانحة والمؤسسات التطوعية في جمع التبرعات العينية والمواد الغذائية والمستلزمات المتنوعة، لإغاثة الأشقاء اللبنانيين المتضررين من الأزمة الحالية في لبنان، استجابةً لمثل هذه الظروف الصعبة والاحتياجات المُلحة.
وأشاد سموّه بجهود المنظمين والمتطوعين وفرق العمل في مواصلة العمل الإنساني بتوفير الدعم الإغاثي للمتأثرين والجرحى والمصابين من تداعيات الأزمة.
والتقى سموّه عدداً من المتطوعين والمشاركين في هذه الحملة الجماهيرية المجتمعية التي تعكس قيم المجتمع الإماراتي المتنوع في التآزر الأخوي والتعاضد الإنساني، والعمل معاً للوقوف مع المنكوبين في هذه الحالات الإنسانية الحرجة.
وتوافد المتطوعون من مختلف الجنسيات على المركز قبل التاسعة صباحاً أمس الأحد، للمشاركة في إغاثة اللبنانيين، وامتدت الطوابير لمئات الأمتار للدخول إلى ساحة جمع المساعدات الإغاثية، فيما قررت الجهة المشرفة على الحملة تمديد ساعات العمل ساعتين إضافيتين، حتى الثالثة عصراً بدلاً من الواحدة ظهراً، نظراً للأعداد الكبيرة من المتطوعين.
واضطر المشرفون على الحملة الى تقسيم المتطوعين إلى مجموعات لإتاحة المجال أمام الجميع للمشاركة، حيث كانت تتغير فرق التطوع كل 20 دقيقة.
علاقة أخوية
قال حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بمركز الحملة: «نحن متواجدون في مركز الحملة بأبوظبي، لنجسد شعار الحملة، التي انطلقت بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لمساعدة الأشقاء في لبنان».
وأضاف: «لا يخفى على كل أحد ما يحدث في لبنان من مآس يصعب أن توصف بالكلام، ولا يسعنا في دولة الإمارات أمام هذه الظروف إلا أن نتكاتف لمد يد العون ومساعدة الشعب اللبناني في هذا الظرف، في ظل ما يربط البلدين من علاقة أخوية وتاريخية وصداقة منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما أنه يعيش بيننا من الشعب اللبناني عدد كبير».
وتابع: «يبلغ عدد المتطوعين المشاركين في مركز الحملة بأبوظبي حوالي 4 آلاف متطوع، منهم موظفون من جهات مختلفة ومواطنون إماراتيون ومقيمون، بهدف تعبئة 10 آلاف طرد إغاثي، الكل جاء ليعبر عن حبه وتضامنه مع الشعب اللبناني، نتمنى أن تصل لهم رسالتنا المعنوية قبل العينية».
ثبات لا يلين
قال فؤاد شهاب دندن، سفير لبنان لدى الإمارات، على هامش مشاركته في تعبئة الطرود الإغاثية، إن الحملة تجسد مشهد التضامن بين الشعبين الإماراتي واللبناني، الإمارات دائماً ما كانت بجانب لبنان، وكانت من أوائل الدول التي سارعت لتلبية النداء الإغاثي لشعبنا الذي يعاني أزمات صعبة.
وأضاف أن لبنان دائماً يبادل الإمارات الحب والوفاء والثناء، ومثل هذه الحملات ليست بغريبة على دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، فالإمارات عهد لا ينكث ووعد لا يخلف وثبات لا يلين.
كما رفع الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أطلقت الحملة بتوجيهات سموه بإرسال المساعدات إلى لبنان، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 375 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والعلاجية وصلت إلى الأراضي اللبنانية.
مشاركات إنسانية
حرص العديد من كبار المواطنين وأصحاب الهمم على المشاركة في الحملة وتعبئة الطرود وتغليفها، تمهيداً لإرسالها، وسط أجواء حماسية لتقديم يد العون للأشقاء في لبنان.
وبادرت آلاف الأسر باصطحاب أطفالها من مختلف الأعمار، في مركز الحملة بميناء زايد، لزرع الثقافة التطوعية بوجدانهم وترسيخ فكر مساعدة الآخر ومد يد العون له، ومنذ الساعة الأولى تم تجهيز وتغليف مئات الطرود التي تحمل المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، تمهيداً لإرسالها من خلال القنوات الرسمية المعتمدة.
كما تسابق موظفو العديد من الجهات الحكومية والمؤسسات الخيرية والإنسانية في أبوظبي للمشاركة في الحملة، حيث تواجدت أعداد كبيرة لمشاركة المتطوعين في تعبئة الطرود وتغليفها.
وفي لفتة تحمل الكثير من معاني الإنسانية حرص العديد من الأطفال من مختلف الفئات العمرية، على المشاركة في الحملة، حيث حرصت الجهات المشرفة على تكليفهم بتعبئة الطرود المخصصة للأطفال، والتي تضمنت الحليب بمختلف أنواعه وغيره من الأصناف.
جميل الإمارات
وعبر عدد من أبناء الجالية اللبنانية المشاركين في حملة «الإمارات معك يا لبنان» بمقرها في أبوظبي، عن شكرهم لدولة الإمارات التي سمحت لهم بالمشاركة ولو بدور بسيط في إيصال المساعدات لأهلهم وإخوانهم، كما ثمنوا الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة ممثلة في العديد من الجهات لدعم ومساعدة الشعب اللبناني.
والتقت «الخليج» عدداً من أبناء الجالية اللبنانية، حيث قالت نور المطرجي: فخورة بمشاركتي في تعبئة الطرود الإغاثية للشعب اللبناني، وجميل دولة الإمارات بمد يد العون سيظل محفوراً في الأذهان.
فيما رفعت ليا حرفوش، الشكر للقيادة الرشيدة على دعمها للشعب اللبناني، والجهات المنظمة التي وفرت آلية سلسة وسهلة ووفرت الفرصة لآلاف المتطوعين من المشاركة في تعبئة الطرود.
وقال شاربل حرب، إن مثل هذه الحملات ليست بغريبة أو جديدة على قيادة وشعب الإمارات، الذين يبادرون بمد يد العون لكافة المحتاجين على مستوى العالم، مشيراً إلى أن الدعم المعنوي من خلال الحملة له مردود إيجابي في نفوس الشعب اللبناني.
ورفعت تيا موسى، الشكر لدولة الإمارات على أنها أتاحت الفرصة لآلاف المتطوعين للتعبير عن حبهم ودعمهم للشعب اللبناني، معبرة عن فخرها كون الإمارات وطنها الثاني الذي يوفر لها مختلف وسائل وسبل العيش الكريم، وسط أجواء من التسامح والتأخي والتآزر ومساعدة المحتاج.
ماجد الفطيم
تعهدت مجموعة «ماجد الفطيم» بمليون دولار لحملة «الإمارات معك يا لبنان» الإغاثية التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
كما أعلنت عن إطلاق عدد من نقاط التبرع التابعة للهيئة عبر محفظة أصول «ماجد الفطيم» ومن خلال تطبيقات SHARE وCarrefour بالإمارات، وكذلك عبر الموقع الإلكتروني للشركة http://malloftheemirates.com لتسهيل مشاركة أفراد المجتمع.
وقال أحمد جلال إسماعيل، الرئيس التنفيذي للمجموعة: «تضامناً مع مجتمعنا اللبناني، تعهدت ماجد الفطيم بتقديم مليون دولار لحملة الإغاثة التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على أمل توفير قدر من الإغاثة لمن هم في أمس الحاجة إليها».
وأضاف: «يظل موظفو مجموعة ماجد الفطيم من اللبنانيين في صميم أفكارنا، ونواصل العمل على مدار الساعة لضمان استمرار سلامة فريق عملنا هناك، والذين يعملون بدورهم بلا كلل لتزويد عملائنا في البلاد بالسلع والخدمات الأساسية خلال هذا الوقت الصعب».
0 تعليق