دبي: يمامة بدوان، عهود النقبي، (وام)
اختتم برنامج أنشطة جمع التبرعات في مركز دبي للمعارض بمدينة إكسبو ضمن الحملة الوطنية الإغاثية «الإمارات معك يا لبنان»؛ بجمع 200 طن من المواد الإغاثية الغذائية والمستلزمات الإيوائية، بمشاركة 24 جهة إماراتية مانحة وتطوعية وأكثر من 4000 متطوع ومشارك، يشكلون النسيج المجتمعي المتنوع من مختلف الجنسيات والأديان والفئات العمرية، يتقدمهم عدد من سمو الشيوخ ورجال الأعمال في إمارة دبي.
تم جمع التبرعات بإدارة وتنظيم مؤسسة دبي العطاء تحت إشراف مجلس الشؤون الإنسانية الدولية برئاسة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الدولية الإنسانية.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة دبي العطاء، حرص قيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، نحو الاستجابة الإنسانية العاجلة للمتأثرين والمحتاجين والمنكوبين بسبب الكوارث والطوارئ والأزمات في جميع مناطق العالم.
وأشار إلى تضافر الجهود الإماراتية في الأعمال الإنسانية والخيرية عبر عمل الجهات والمؤسسات الإماراتية المانحة مع وزارة الخارجية ومجلس الشؤون الإنسانية الدولية لتقديم المساعدات الإغاثية الطبية والغذائية والإيوائية إلى الدول والمجتمعات والشعوب المتضررة من مثل هذه الأزمات والصراعات.
ووسط حشود غفيرة من المتطوعين والحضور، من مختلف الجنسيات والأعمار، شارك الآلاف في أنشطة تجميع مساعدات الإغاثة الإنسانية، ضمن حملة «الإمارات معك يا لبنان».
«الخليج» وثّقت مشهداً إنسانياً مهيباً لنجدة الشعب اللبناني، مع بدء ساعات الصباح الباكر، حيث شهد «مركز دبي للمعارض» في مدينة «إكسبو» دبي، اصطفاف الآلاف، من مواطنين ومقيمين، في أرتال طويلة، لتسجيل أسمائهم وتوزيعهم على طاولات التجميع والتعبئة، وسط حضور لافت من الأسر والأطفال، لإغاثة لبنان وشعبه الشقيق، في ظل التصعيد الميداني الحاصل.
نهج الخير
أوضح الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة «هيئة الهلال الأحمر الإماراتي»، أن إجمالي التبرعات النقدية حتى الآن تجاوزت 80 مليون درهم، بينما لم تحصر المساعدات العينية إلى الآن، كونها كثيرة.
وقال: هناك نهج خاص في دولة الإمارات، يتمثل في حب الخير والعطاء، أرساه المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، واليوم تثبت قيادتنا الرشيدة سيرها على النهج ذاته، وبتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإطلاق هذه الحملة، التي تأتي في الوقت المناسب، في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني، كما أن دولة الإمارات بجميع شعبها والمقيمين على أرضها، وجميع مؤسساتها الرسمية والخيرية والإنسانية، سخرت كل إمكانياتها لتجسيد شعار الحملة «الإمارات معك يا لبنان»، وتحويله إلى برامج عمل، حيث نشهد إحدى حلقات هذا التجسيد، ونرسم لوحة من تكاتف الموظفين الرسميين والمتطوعين والمؤسسات الخيرية المختلفة، كي نرسل رسالة إلى الشعب اللبناني الشقيق، تجسد شعار الحملة.
وأضاف أن أعداد المتطوعين فاقت التوقعات، حيث فوجئنا بعدم اتساع القاعات لهذه الأعداد، وهو ما جعل كثراً ينتظرون، إلى حين انتهاء فرق المتطوعين من حزم المساعدات الإغاثية، ومن ثم السماح للآخرين بالمشاركة. كما أن حالة من الشغف سيطرت على أغلبية المتطوعين، الذين انتظروا دورهم لساعات، كي يشاركوا في تعبئة الطرود بين 10-15 دقيقة، وهو ما يجعلنا نشعر بالفرح لوجود مقيمين على أرض الدولة، يتصفون بروح التكاتف والمبادرة في مساعدة الآخرين.
حشد الجهود
ودعا سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، المتطوعين للمشاركة في الحملة، والتي تستمر في محطة أبوظبي للسفن السياحية التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، الأحد، ثم لتستكمل جهودها في «إكسبو الشارقة» السبت المقبل.
حاضنة للخير
وقال عبدالله بن خادم، المدير التنفيذي ل«جمعية الشارقة الخيرية»، إن القيادة الرشيدة تثبت في كل الأحوال أنها مصدرة للإنسانية، وهو ما نشأ عليه المجتمع الإماراتي؛ حيث إن المشهد الإنساني الإغاثي الذي شهدته مدينة إكسبو دبي، لا يعبر إلا عن أن دولة الإمارات حاضنة للمحبّين للخير، ولن تخبئ مجهوداً في مساندة الإنسان أينما كان.
تاريخ إنساني
وعبر فؤاد شهاب دندن، السفير اللبناني لدى الدولة، عن امتنانه لدولة الإمارات حكومةً وشعباً، على هذا المظهر الإنساني والتضامن الذي أظهرته حملة «الإمارات معك يا لبنان»، والتي يشارك بها نحو 17 ألف متطوع. وأكد خلال مشاركته في الحملة، أن للإمارات تاريخاً إنسانياً يجمعها بلبنان، منذ عهد المؤسس الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وهو نهج للخير المتوارث في دولة العطاء والخير.
براءة طفولية
سجل الأطفال برفقة ذويهم حضوراً لافتاً، حيث سارعوا إلى تعبئة الطرود بأيديهم، والبسمة لا تفارق وجوههم البريئة. كما عمد بعضهم إلى خط عبارات تضامنية مع الشعب اللبناني بالعربية والإنجليزية، تعبيراً عن تعاطفهم الشديد، لهول ما يمر به. وفي مشهد إنساني، شهدت الحملة أعداداً كبيرة من الأهالي برفقة أطفالهم من مواطنين ومقيمين، الذين شاركوا في نشر البهجة بين صفوف المتطوعين، بإصرارهم على تعبئة الطرود الإغاثية وحزمها.
عبدالله الكتبي، 6 سنوات، وشقيقه سعيد، 5 سنوات، أوضحا أن مشاركتهما، تلبية لتوجيهات صاحب السموّ، رئيس الدولة، في مدّ يد العون للشعب اللبناني، وتقديم المواد الغذائية والدوائية لهم.
روح التآخي
وفي مشهدٍ إنساني اجتمعت فيه أسمى معاني الإغاثة، وبمشاركة جميع الجنسيات، وعلى أيدي المواطنين والمقيمين، عبّرت الحملة عن روح التآخي.
وشهدت الحملة، إقبالاً كبيراً من المقيمين اللبنانيين، وفي وسط تأثرٍ كبير، كانت الهمة عالية والروح الوطنية الإنسانية متوقّدة، وقد عبروا، عن سعادتهم البالغة لهذه الفرصة التي يشاركون بها في إمداد لبنان بالمساعدات الإنسانية؛ حيث سمحت لهم تلك المشاركة بالتعبير عن مشاعرهم. مؤكدين أن دولة الإمارات كانت ولا تزال من أولى الدول السباقة في نجدة لبنان وشعبه.
أوضحت روان النشار، أن مشاركتها في حزم المساعدات برفقة أسرتها، تعبير منها على انتمائها لوطنها لبنان، موجهة أسمى عبارات الشكر لدولة الإمارات، قيادة وشعباً.
وقال شربل صوايا، إنه جاء برفقة أبنائه للمشاركة في الحملة، وللشعور بأنهم يُسهمون في مساعدة ذويهم في لبنان، وهو ما يمنحهم شعوراً بالطمأنينة والسلام الداخلي.
أما ابنه، جيسن صوايا، 10 سنوات، فقال إن مشاركته، تعكس حبه الشديد لوطنه لبنان، والذي يمرّ بأوضاع صعبة، آملاً بألّا تطول، حتى تنقشع الغيمة عن وطنه وشعبه.
فيما أوضحت ريّان صادر، التي تقيم في دولة الإمارات منذ 12 سنة، أن حضورها برفقة زوجها وأطفالها الثلاثة، إيلي، ورامي، وجود، يأتي لدعم وطنها وأهلها.
أما زوجها، شاكر الخوري، فقال إنه يشعر بفخر شديد؛ كونه يعيش وأسرته في دولة الإمارات، التي سارعت إلى نجدة الشعب اللبناني، بتسيير المساعدات الإغاثية.
رسائل مليئة بالحب والابتسامات لأطفال لبنان
قالت الطفلة تمار خضر مكي إنها تتمنى أن توصل المساعدات التي تحملها الطائرات الإماراتية كل رسائل الحب إلى أصدقائها وعائلتها في لبنان.
وقالت تمار ابنة السنوات السبع، المولودة في دبي، إنها استيقظت في الصباح الباكر واستعدت للذهاب إلى إكسبو دبي، المكان الذي طالما كان الأجمل بالنسبة لها ولأصدقائها، وكم تتمنى لو كان باستطاعتها أن ترسل كل الابتسامات والضحكات من إكسبو دبي وكل الإمارات إلى كل اللبنانيين في كل لبنان.
وأضافت تمار، أنها تشكر الهلال الأحمر الإماراتي على هذه الفرصة، حيث إنها تشعر بأنها قريبة جداً من الأطفال الذين شردتهم الحرب في لبنان، وتتمنى ألا يصيبهم أي مكروه.
وختمت موجهة رسالة لكل أطفال لبنان: «الإمارات معكم، والله يحميكم».
0 تعليق