بدأت العديد من الشركات في إدراك التأثير الكبير الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي على مجالات عملها، وأصبحت شركة "تشيغ" في صراع مع هذا التحول، حيث تسعى جاهدة لتجنب أن تصبح ضحية لهذا التغيير السريع.
لطالما كانت "Chegg" المصدر المفضل للطلاب الباحثين عن مساعدة في دراستهم عبر الإنترنت، إذ شهدت الشركة نمواً كبيراً خلال فترة الجائحة، حيث ارتفعت اشتراكاتها وأسعار أسهمها إلى مستويات غير مسبوقة. لكن مع ظهور "chatgpt" وتوسع استخدامه بين الطلاب، بدأت الشركة في مواجهة تحديات غير متوقعة.
مع إطلاق "chatgpt"، أصبح لدى الطلاب بديل مجاني للأجوبة التي طالما قدمتها "Chegg" عبر مجموعة من المتعاقدين، ليبدأوا في إلغاء اشتراكاتهم ويفضلون استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل برامج الدردشة الآلية. ونتيجة لذلك، فقدت الشركة أكثر من نصف مليون مشترك منذ ظهور "chatgpt"، وهو ما أسفر عن تراجع كبير في الإيرادات. حيث انخفض سعر سهم "Chegg" بنسبة 99% منذ بداية عام 2021، مما أدى إلى خسارة قيمتها السوقية بنحو 14.5 مليار دولار، بينما يزداد القلق بين المستثمرين بشأن قدرة الشركة على سداد ديونها.
على الرغم من محاولات "Chegg" لطرح منتجات ذكاء اصطناعي خاصة بها لمواكبة التطور السريع، فإن الشركة ما زالت تكافح لإقناع العملاء والمستثمرين بأن لديها ما تقدمه في سوق أصبح مشبعاً بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مثل "chatgpt".
استطلاع رأي أجرته شركة "Needham" أظهر أن حوالي 30% من الطلاب الجامعيين يعتزمون استخدام "Chegg" هذا الفصل الدراسي، مقارنة بـ 38% في الربيع، بينما أفاد 62% منهم أنهم يفضلون استخدام "chatgpt"، بزيادة ملحوظة عن 43% في السابق.
وفيما يخص استراتيجيات الشركة المستقبلية، كشفت التقارير أن الرئيس التنفيذي السابق لشركة "Chegg"، دان روزنسويغ، الذي أمضى أكثر من عقد من الزمن في قيادة الشركة، كان قد أبرم اتفاقاً مع سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "OpenAI"، لتطوير خدمة مشتركة تدعى "Cheggmate" تستخدم الذكاء الاصطناعي للإجابة الفورية على أسئلة الطلاب. ومع ذلك، لم ينجح المشروع في مواجهة المنافسة الشديدة التي فرضها "chatgpt"، مما أدى إلى انخفاض كبير في الاشتراكات.
وفي ضوء هذه الأزمات، استقال روزنسويغ في يونيو 2024 بعد انهيار السهم تحت قيادته. وخلفه ناثان شولتز، الذي شرع في تسريح عدد كبير من الموظفين والتركيز على التوسع الدولي، بهدف جعل "Chegg" أكثر فائدة للطلاب، بدلاً من أن تقتصر خدماتها على توفير الأجوبة للواجبات المنزلية.
ومع ذلك، لم تنجح الجهود في تصحيح المسار، حيث أعلنت الشركة عن انخفاض بنسبة 11% في الإيرادات للربع الثاني من العام، وهو أكبر تراجع سنوي لها منذ عام 2017. ويُتوقع أن تعلن الشركة عن انخفاض آخر بنسبة 15% في المبيعات عند إصدار تقارير أرباح الربع الثالث.
ولا تنسى الضغط هنا ومتابعة قناتنا على تليجرام
0 تعليق