حذر عدد من العلماء من أن شبكة الأقمار الصناعية التابعة لإيلون ماسك، ستارلينك، قد تجعل من الصعب اكتشاف الكويكبات الخطيرة التي قد تقترب من الأرض، مما يهدد قدرتنا على رصد الأجرام السماوية التي تشكل خطرًا على كوكبنا. وقد ارتفع عدد الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض بشكل ملحوظ، حيث كان عددها لا يتجاوز المئات في عام 1986، ليصل اليوم إلى أكثر من 10 آلاف قمر صناعي، مع توقعات بزيادة هذا العدد عشرة أضعاف خلال العقد المقبل، معظمها ضمن شبكة ستارلينك.
وتعتبر ستارلينك، التي أنشأتها شركة سبيس إكس، أسطولًا من الأقمار الصناعية التي تهدف إلى توفير الإنترنت للمناطق النائية التي تعاني من ضعف الاتصال، ولكن في الوقت نفسه، حذر أكثر من 100 عالم فلك من الآثار السلبية لإطلاق المزيد من هذه الأقمار الصناعية.
وأكد العلماء أن وجود عدد كبير من الأقمار الصناعية في المدار الأرضي يمكن أن يؤدي إلى انسداد السماء، مما يعوق رؤية تلسكوبات الفضاء التي تراقب الكون. وقال البروفيسور روبرت ماكميلان في تصريح لوكالة *Space*: "حتى الأقمار التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة قد تعيق عمليات الرصد الفلكي"، مشيرًا إلى أن هذه الرصدات تعتبر حيوية لاكتشاف الكويكبات وفهم موقع الأرض في الفضاء.
وأضاف العلماء أن الأضرار البيئية طويلة الأمد المحتملة نتيجة نشر عشرات الآلاف من الأقمار الصناعية لا تزال غير واضحة، وأن تأثيرات هذه الشبكة قد تزداد مع مرور الوقت. ووفقًا لتقارير *Scientific American*، فقد تم رصد تأثير الأقمار الصناعية لستارلينك على تلسكوب في كاليفورنيا كان يعمل على مسح السماء للبحث عن الكويكبات القريبة من الأرض. وقد أظهرت دراسة أن أقمار ستارلينك تعرقل منشأة Zwicky Transient Facility في رصد الكويكبات القادمة من الشمس، حيث تأثرت نحو واحدة من كل خمس لقطات من التلسكوب.
وأعرب الخبير الفلكي برزيميك مروز عن قلقه، قائلًا: "لا نتوقع أن تؤثر أقمار ستارلينك على الصور غير الشفقية، ولكن إذا دخلت أقمار صناعية أخرى في مدارات أعلى، فإن ذلك قد يسبب مشاكل في رصد الأجرام السماوية". وأضاف المؤلف المشارك توم برينس: "هناك فرصة ضئيلة أن نفوت كويكبًا أو حدثًا آخر إذا كان مخفيًا خلف خط الأقمار الصناعية".
ولا تنسى الضغط هنا ومتابعة قناتنا على تليجرام
0 تعليق