عيسى هلال الحزامي
* هذه المرة لم أخرج من حفل افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب كما دخلت، أو بالأحرى كما تعودت، إذ لم اكتف بزيارة أجنحته وانتقاء مختاراتي من الكتب، وإنما وجدتني مشحوناً بأفكار كثيرة وطاقة كبيرة باتجاه توظيف «القراءة» لتكون من ركائز التأسيس الرياضي، شأنها شأن اللياقة والمهارة والسرعة وخلافه، وجاءني الإلهام بهذه الأفكار سريعاً متدفقاً، وأنا أستمع إلى كلمة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهو يفتتح فعاليات المعرض، الذي احتفظ بعرشه العالمي في بيع وشراء حقوق النشر للعام الرابع على التوالي، صحيح أن الثقافة حاضرة طوال الوقت في كل مجالات الحياة بالشارقة، بفضل نهج ورؤية سموه، إلا أنني تطلعت لأن تصبح القراءة عند الأجيال الجديدة من الرياضيين، غاية وجزءاً لا يتجزأ من مقومات احترافهم، فلا تكون عادة عابرة أو هواية مؤقتة، والأهم في هذا الإلهام «القاسمي» أن تكون القراءة من خلال «الكتاب» بالذات وليس أي وسيلة بديلة أخرى!
* أدرك وأقدر جيداً قيمة وأهمية القراءة، وأعرف إلى أي مدى أسهمت في تجربتي وتكويني، لكني أدرك أيضاً حد اليقين، أن أعداداً كبيرة من الرياضيين لم تعد تقدر قيمة القراءة، وأنها لا تمارس هذه المهارة - ولا أقول العادة - إلا عند الضرورة أو الدراسة، والفارق كبير جداً بين المطالعة المدرسية والقراءة المعرفية، فالأولى واجب يراه البعض ثقيلاً، والثانية هوى وشغف ومتعة لا نهاية لها، فهل هذا هو الحال عند الأجيال الجديدة؟..بصيغة أخرى، هل مازالت لغتنا العربية، لغة القرآن الكريم، حاضرة في حياة أبنائنا كما نحب وكما نتمنى؟..إذا كانت الإجابة كما أعتقد، فنحن بحاجة ماسة لإنقاذ عربية عروبتنا، وما من سبيل سوى القراءة.. ثم القراءة.
* من بين ما قاله قدوتنا الحاكم الحكيم وظل عالقاً بذاكرتي:«أن الأمة ستظل بخير مادامت الثقافة بخير، وأن الحفاظ على اللغة العربية هو حفظ لأبنائنا وتاريخنا، وأن الكتاب هو سر نجاح الأمم وسر نهضتها»، وما أثار إعجابي، وجعلني أزهو بشارقتي وصف الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي (شخصية العام الثقافية) للشارقة بأنها نخلة باسقة في صحراء عروبتنا.
* نعم القراءة حاضرة في الفعاليات الثقافية للمجلس، لكن كيف تصبح هي نفسها رياضة، أو عنصراً من عناصرها؟ هذا هو الهاجس الذي يطاردني حالياً، وإن شاء الله، في وقت قريب سأجد الإجابة.
ولا تنسى الضغط هنا ومتابعة قناتنا على تليجرام
0 تعليق