متابعة: علي نجم
ستكون مباراة منتخب الإمارات أمام أوزبكستان الثلاثاء في طشقند في الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الأولى لتصفيات مونديال 2026، مهمة وشبه حاسمة، وقد تحدد مصير «الأبيض» في المنافسة على إحدى البطاقتين المؤهلتين مباشرة إلى بطولة كأس العالم المقبلة.
ويتأهل أول وثاني كل مجموعة في آسيا من بين المجموعات الثلاث مباشرة إلى المونديال، في حين يدخل صاحبا المركزين الثالث والرابع في حسابات جديدة.
وتتصدر أوزبكستان ترتيب المجموعة الأولى حالياً برصيد 7 نقاط وبفارق الأهداف عن إيران، مقابل 4 نقاط لمنتخبي الإمارات وقطر، ونقطتين لكوريا الشمالية، وتبقى قيرغيزستان من دون رصيد.
وكان«الأبيض» فوت على نفسه فرصة تضييق الفارق مع متصدر ووصيف المجموعة الأولى، أوزبكستان وإيران، بعد التعثر بالتعادل 1-1 مع ضيفه منتخب كوريا الشمالية.
وخسر منتخبنا الوطني النقطة الخامسة على أرضه في آخر جولتين، بعد الخسارة أمام إيران والتعادل مع كوريا الشمالية، ليضع «الأبيض» نفسه في موقف معقد في حسابات التأهل المباشر، خاصة مع دخول المنتخب القطري دائرة المنافسة بعد فوزه الأول في التصفيات على قيرغزستان بثلاثة أهداف مقابل هدف.
مستوى سيئ
قدم «الأبيض» الأداء الأكثر سوءاً أمام المنتخب الكوري الشمالي، بعدما بدا «شبحاً» للفريق الذي تألق في المرحلة الأولى أمام المنتخب القطري، ونال استحسان الجماهير في المواجهة الثانية رغم الخسارة أمام إيران، ليظهر منتخبنا بمستوى شكّل صدمة لكل المتابعين، قياساً إلى المردود الضعيف لعناصره الذين بدا وكأنهم يلعبون للمرة الأولى كمجموعة واحدة.
وعاب منتخبنا الضعف الكبير في الأداء، وسط خيارات غريبة من قبل المدير الفني البرتغالي باولو بينتو الذي زج باللاعب الجديد برونو أوليفيرا يساراً إلى جانب حارب عبد الله يميناً وكايو كرأس حربة.
ولم يفلح لاعبو الوسط في تعويض غياب يحيى نادر، ففشل الثلاثي المكون من طحنون الزعابي وعلي سالمين وعبد الله حمد في بسط السيطرة والتفوق، ليخرج منتخبنا من الشوط الأول دون أن يهدد مرمى الضيوف ولو بتسديدة واحدة.
تغييرات جيدة
وسعى المدرب البرتغالي الى تغيير مسار المباراة، حين قام بتغييرات منحت الأبيض بعض الروح الهجومية، بعدما زج بكل من عصام فائز وعلي صالح ويحيى الغساني، لينجح الأخير بتسجيل هدف التقدم بعد تمريرة أمامية من عبد الله حمد، ليبرهن الغساني أنه يستحق مساحة أكبر من المشاركة في المباريات.
وما عاب منتخبنا أن كم الأخطاء على صعيد بناء الهجمات، وسوء الرقابة الدفاعية ازدادت، ما منح الضيوف فرصة لتسجيل التعادل أولاً عبر ركلة جزاء، تصدى لها الحارس خالد عيسى، قبل أن يمنى مرماه بهدف رأسي عبر غوان قبل 4 دقائق من صافرة النهاية.
وتحسب النقطة الغالية رغم كل مرارتها إلى تألق الحارس خالد عيسى الذي أنقذ الأبيض من خسارة مستحقة، ومن ليلة كانت كل مؤشراتها تدل على أن منتخبنا «لم يحضر» إلى ملعب استاد هزاع بن زايد، بعدما قدم لاعبوه الأداء الأسوأ لهم على الاطلاق.
ماذا بعد؟
بات هذا السؤال الأهم بالنسبة إلى منتخبنا الوطني، الذي سيخوض لقاء الثلاثاء أمام أوزبكستان، وهو يدرك أنه ممنوعاً عليه الخسارة، لأن التعثر في طشقند، قد يجعل من التأهل إلى النهائيات العالمية مباشرة من هذه المرحلة من التصفيات ضرباً من الخيال، وسيدفع الأبيض للدخول في لعبة حسابات معقدة، إلا إذا حدثت معجزة في مرحلة الإياب.
وفي الوقت الذي التزم لاعبونا الصمت ومر غالبيتهم في المنطقة المختلطة برؤوس منخفضة، كان خالد عيسى «القائد» الذي اعترف بسوء أداء المنتخب وبعدم وضوح الشكل الفني الحقيقي للفريق على أرض الميدان.
وقدم الحارس الأمين اعتذاره للمسؤولين وللجماهير، آملاً أن يكون القادم أفضل بعد مراجعة الحسابات وقبل لقاء أوزبكستان.
وقال خالد: المباراة أعتبرها خسارة وليس تعادلاً، ولكن وعدنا أنه سيكون لنا ردة فعل في المباريات المقبلة.
وتابع: هدفنا كان الفوز حتى نلعب في أوزبكستان بثقة أكبر، لكن هذه كرة القدم، والآن نحن مطالبون بالذهاب إلى طشقند أكثر تركيزاً والعودة بنتيجة إيجابية، وتقديم صورة أفضل مما قدمناه أمام كوريا الشمالية.
مبررات باولو بينتو
أما المدير الفني البرتغالي فقد اعترف بسوء أداء المنتخب، وضعف مردود اللاعبين، وحمل عناصر الفريق سبب التعادل «المر» دون أن يضع نفسه في دائرة الاتهام.
وأكد بينتو أن الأداء لم يكن جيداً، وأن الفريق فقد الجماعية، ووجد صعوبات في بناء الهجمات، ولم ينجح في تغيير الشكل رغم التغييرات التي قام بها، وإن أدت إلى تسجيل هدف التقدم عبر الغساني، لكن سرعان ما عاد المنتخب للتراجع وارتكاب الهفوات ما منح الضيف فرصة تهديد مرمى خالد عيسى بأكثر من كرة خطرة.
وقال بينتو في المؤتمر الصحفي بعد المباراة: لم نلعب بالمستوى الذي نريده، ولم نصنع الفرص وكان هناك الكثير من الكرات المقطوعة، كما لم نظهر بالمستوى الذي عملنا عليه في التدريبات، ولم نستطع التحكم في المباراة، وأضعنا نقطتين في النهاية بسبب هذه التفاصيل.
وتابع: كان هناك أخطاء منذ بداية المباراة وهذا ما شجع المنافس على اللعب بقوة وأحرجنا في اللقاء.
وأكد بينتو«يجب أن نحترم كل المنافسين إذا أردنا الفوز، اليوم لم نفعل، لذلك لم نستحق الفوز، لأن مستوانا كان سيئاً».
تقييم أداء المنتخب بعد لقاء أوزبكستان
بعد الخسارة أمام إيران في المرحلة الثانية، والتعادل مع كوريا الشمالية، سيكون منتخبنا الوطني أمام التحدي الكبير يوم الثلاثاء المقبل.
وبانتظار ما سيحدث في طشقند، فإن كل العيون ستترقب ما ستؤول إليه تلك المواجهة أمام المنافس الذي لم يخسر في آخر 19 مباراة رسمية وودية، ويتربع حالياً فوق قمة ترتيب المجموعة.
وسيكون التقييم بعد الثلاثاء ضرورياً، خاصة وأن المنتخب سيدخل الشهر المقبل الاختبارات الأهم بمواجهتين على أرضه وبين جماهيره أمام قرغيزستان وقطر، وهما المواجهتان اللتان ستحددان ما إذا كان «الأبيض» سيرى أضواء أمريكا وشمس المكسيك، أم إن حلم العالمية سيصبح كابوساً مرة جديدة؟
0 تعليق