فرنسا ثالث أكبر مستثمر أجنبي في المملكة بعدد 300 شركة فرنسية
فرنسا أول بلد يدعم ترشح المملكة العربية السعودية لاستضافة إكسبو 2030
110 آلاف سائح فرنسي يزور السعودية سنويًا
الرشودي أحد قصص السعودية الناجحة في فرنسا بمجال الطهي
60 ألف فرنسي يقدم إلى المملكة سنوياً مابين معتمر وحاج
تعتبر العلاقات السعودية الفرنسية من العلاقات الدولية المهمة التي تمتد عبر عقود من التعاون السياسي، الاقتصادي، والثقافي.
وتعود بدايات هذه العلاقات إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث سعت كلتا الدولتين إلى تعزيز التعاون في مجالات عدة، منها التجارة والدبلوماسية، وهي تمتاز بالتوازن والاحترام المتبادل، إذ تلعب فرنسا دوراً رئيسياً في الساحة الأوروبية والعالمية، بينما تتمتع السعودية بثقل سياسي واقتصادي كبير في العالم العربي والإسلامي، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية الهائلة، خصوصاً النفط.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية التي تغطي مجالات متعددة مثل الدفاع، الطاقة، والتعليم إلى جانب العلاقات السياسية، تعتبر فرنسا شريكاً اقتصادياً مهماً للسعودية، حيث تحتضن استثمارات كبيرة في المملكة، وتلعب دوراً محورياً في مشروعات البنية التحتية والطاقة. كما أن هناك تعاوناً ثقافياً وعلمياً بين البلدين، يتجلى في برامج التبادل الثقافي والتعليمي، والمعارض الفنية، والمشاريع الأكاديمية المشتركة.
"اليوم" بدورها سلطت الضوء على تلك العلاقة مع قنصل عام فرنسا بجدة محمد نهاض إلى نص الحوار ..
سعادة القنصل حدثنا عن تجربتكم خلال تواجدكم في المملكة؟
حقيقة قدمت إلى المملكة لأول مرة في أغسطس 2017 ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم المملكة في تسارع وتقدم على 3 أصعدة الأول على صعيد التغير الاجتماعي، وتفجرت الطاقات الشبابية وشاهد العالم ذلك التغيير واستقبلت قبل 3 أشهر أول رائدة فضاء سعودية وعربية واندهشت من تلك الطاقات الموجودة.
وثانياً: على المستوى الاقتصادي فقد خرجت المملكة من اقتصادها الريعي إلى اقتصاد منتج ومع كل المبادرات الاقتصادية.
وثالثاً: على الصعيد السياسي والدبلوماسي مع إعادة تموضع المملكة عربياً واسلامياً ودولياً بما يتوافق مع مصالحها والذي انعكس على امنها واقتصادها وبيئتها بشكل إيجابي، والأمر الوحيد الذي لم يتغير في المملكة هو حسن ضيافة وحفاوة الشعب السعودي الكريم والذي يعد نادر جداً على مستوى شعوب العالم وهو الذي جعلني أقدم إليها للمرة الثانية.
أخبار متعلقة
هل كانت لكم زيارات إلى مدن المملكة شكلت تلك الصورة التي تحدثتم عنها ؟
أنا تجولت في المملكة وزرت أماكن عديدة وطبعاً هي من خلقت لي تلك الصورة المشرقة عن شعبها واحببت الجلوس في المجالس السعودية والتي استضفت فيها مرات عديدة من الأصدقاء السعوديين والتي لمست فيها ثقة وقبول الثقافات وتمتاز تلك المجالس بروابط إنسانية قوية وهي موجودة في جميع المدن السعودية.
ما هي أبرز المحطات التاريخية في العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وفرنسا؟
منذ إنشاء البعثة الدبلوماسية الفرنسية في جدة، تطورت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وفرنسا بشكل ملحوظ على مدار العقود.
بدأت هذه العلاقة في عام 1839م مع فتح وكالة قنصلية ثم قنصلية في 1888م، عندما أرسلت فرنسا قنصلاً مكلفًا بالأعمال الفرنسية لدى المملكة.
وفي عام 1932م، أنشأت بعثتها الدبلوماسية في جدة، مما أسس لبداية العلاقات الرسمية بين البلدين.
في عام 1967م، أعطت زيارة الملك فيصل بن عبد العزيز لفرنسا، ولقائه بالرئيس الفرنسي شارل ديجول، دفعة قوية للعلاقات الثنائية.
خلال السبعينيات والثمانينيات، تم تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية من خلال التبادل التجاري والمشاريع الثقافية المشتركة، مثل افتتاح معرض "المملكة بين الأمس واليوم" في باريس عام 1976م، الذي حضره الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض، وعمدة باريس جاك شيراك.
في الفترة الحديثة، تم توقيع 19 بروتوكول اتفاق بين شركات فرنسية وسعودية خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفرنسا عام 2018م.
في عام 2021م، استقبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في السعودية، وتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات مثل الثقافة، والسياحة، والتقنية الرقمية، والفضاء. كما تم التعاون في تطوير منطقة العلا، بما في ذلك إنشاء المركز الثقافي الفرنسي "فيلا الحجر".
العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين متينة، حيث تستثمر أكثر من 300 شركة فرنسية في المملكة، وتعتبر فرنسا ثالث أكبر مستثمر أجنبي في السعودية.
وتبلغ قيمة الاستثمارات الفرنسية المباشرة في المملكة أكثر من 15 مليار دولار، مع وجود حوالي 80 شركة فرنسية توظف آلاف السعوديين.
في مجالات الطاقة والمناخ، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
ويعمل البلدان على دراسة فرص تطوير إنتاج الهيدروجين النظيف واستخداماته المختلفة، لتحقيق تحول اقتصادي مستدام وخالٍ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
هذه الإنجازات تعكس عمق العلاقات الفرنسية السعودية وتنوعها، مع تركيز على التعاون في مختلف المجالات لتحقيق مصالح مشتركة وتعزيز الاستقرار والأمن على المستويات الإقليمية والدولية.
كيف أثرت المصالح الاقتصادية المتبادلة على تطور العلاقة السعودية الفرنسية؟
ولعبت المصالح الاقتصادية المتبادلة دورًا كبيرًا في تطوير العلاقات السعودية الفرنسية على مدار السنوات، حيث تمثل حجر الأساس لشراكة استراتيجية واسعة تشمل العديد من القطاعات الرئيسية من بينها طبعا الطاقة، وقطاع البنية التحتية، ساهمت الشركات الفرنسية في تنفيذ العديد من المشاريع الضخمة في السعودية، مثل المدن الذكية وتطوير المطارات والموانئ، هذا التعاون يعزز جهود المملكة في تحسين جودة الحياة وتحديث خدماتها، وأيضاً التكنولوجيا والابتكار يعدان من المجالات الأساسية التي تعزز العلاقة الاقتصادية بين البلدين.
وتقدم الشركات الفرنسية المتخصصة في التقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، خدمتها للمملكة العربية السعودية، وتساهم في تحقيق التحول الاقتصادي الذي تسعى إليه المملكة. كما أن هناك شركات فرنسية بارزة في مجال الذكاء الاصطناعي تقدم حلولاً متقدمة لدعم التحول الرقمي في المملكة، مما يساعد في تعزيز الكفاءة وتحقيق أهداف رؤية 2030.
كما تلعب الاستثمارات والسياحة دورًا مهمًا في تعزيز العلاقات بين البلدين. الاستثمارات المتبادلة جعلت العلاقة الثنائية أكثر متانة وقوة فتعد فرنسا أحد أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية وتساهم في تنويع الاقتصاد السعودي مع التركيز على نقل التكنولوجيا وتكوين الكفاءات المحلية متماشيا مع رؤية ٢٠٣٠ ، التبادل الثقافي والتعليمي بين السعودية وفرنسا يعزز العلاقات بين الشعبين ويساهم في تعزيز الفهم المتبادل وبناء جسور التواصل الثقافي.
التعاون الأكاديمي بين البلدين يشهد نموًا ملحوظًا، حيث تسعى فرنسا إلى توثيق علاقتها مع الجامعات السعودية مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) وجامعة الأعمال والتكنولوجيا (UBT) إضافةً إلى ذلك، هناك تعاون في مجال الفندقة، حيث تتطلع فرنسا إلى دعم تطوير هذا القطاع المهم.
وتلعب مجموعة رجال الأعمال السعوديين الفرنسيين بجدة (CAFSDA) دورًا أساسيًا في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين في الجهة الغربية، إذ تعمل كجسر تواصل بين رجال الأعمال وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مختلف المجالات. ومن المتوقع أن تزور المملكة حوالي أربعون شركة فرنسية في مجال الزراعة والتغذية في شهر يناير لاستكشاف فرص التعاون، مما يعزز فرص الاستثمار وتبادل الخبرات.
فالمصالح الاقتصادية المتبادلة بين السعودية وفرنسا ساهمت في تطوير علاقة استراتيجية، تساهم في تحقيق التنمية المستدامة لكلا البلدين.
ما هو دور فرنسا في دعم المشاريع التنموية الكبرى في السعودية مثل رؤية 2030؟
تلعب فرنسا دورًا بارزًا في دعم البرامج والمشاريع التنموية التي تتضمنها رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي عززت زيارات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان العلاقات بين البلدين، مما فتح المجال أمام مشاركة فرنسا في تحقيق أهداف هذه الرؤية الطموحة.
في عام 2018، قام ولي العهد بزيارة إلى فرنسا تم خلالها توقيع 19 بروتوكول اتفاق بين شركات فرنسية وسعودية. هذه الاتفاقيات شملت قطاعات متنوعة مثل البتروكيماويات، ومعالجة المياه، والسياحة، والثقافة، والصحة، والزراعة، مما يعكس تنوع وتوسع مجالات التعاون بين البلدين.
أيضًا، شهدت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية في ديسمبر 2021 توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات الثقافة، والسياحة، والتقنية الرقمية، والفضاء، والصناعة. هذه الاتفاقيات تمثل جزءًا من الجهود المشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتقني بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.
كانت فرنسا أول بلد يدعم ترشح المملكة العربية السعودية لاستضافة إكسبو 2030، وهذا دليل آخر على دعم فرنسا لجهود المملكة في إطار رؤية 2030.
فرنسا تعتبر السعودية حليفًا وثيقًا يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي، ويعتمد عليها بشكل كبير في تنفيذ المشاريع الطموحة التي تسعى السعودية لتحقيقها من خلال رؤية 2030، مما يجعل من فرنسا شريكًا استراتيجيًا هامًا في دعم التنمية المستدامة في المملكة.
كيف تؤثر العلاقة السعودية الفرنسية على التوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط؟
العلاقة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا تُعد شراكة استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك في العديد من المجالات، بما في ذلك الأمن، الاقتصاد، والتنمية. هذه الشراكة تسهم بشكل إيجابي في دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز الحوار في الشرق الأوسط ، كما أن التزام البلدين بالحوار السياسي والدبلوماسي يُساهم في تعزيز الجهود السلمية لحل النزاعات في المنطقة ، طبعا تواصلنا دائم ومستمر بخصوص جميع القضايا الإقليمية والدولية.
ما هو حجم التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وما هي أبرز القطاعات التي يتم التعاون فيها؟
حجم الاستثمار بين فرنسا والمملكة العربية السعودية يعكس عمق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. في عام 2022، وصل حجم التبادل التجاري بين المملكة وفرنسا إلى 11 مليار يورو، ما يعادل 43.3 مليار ريال سعودي، مسجلًا زيادة قدرها 41% مقارنة بالعام السابق، وذلك بفضل نمو حجم الصادرات السعودية إلى فرنسا بنسبة 80%.
في اخر اجتماع مجلس الأعمال السعودي الفرنسي المشترك، الذي شهد حضور أكثر من 100 من أصحاب الأعمال من البلدين، تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الاستثماري.
زيارة وفد اتحاد الغرف السعودية إلى فرنسا، والتي تضم 25 شركة، تضمنت زيارات لمدرسة العلوم الاقتصادية والإدارية الفرنسية ومعرض باريس الجوي ولقاء مجموعة الصداقة الفرنسية السعودية بالبرلمان الفرنسي وشركات مختلفة وهذا يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين واستكشاف فرص استثمارية جديدة.
تعد فرنسا ثالث أكبر مستثمر أجنبي في المملكة العربية السعودية. يوجد حاليًا أكثر من 110 شركة فرنسية تعمل في المملكة، بالإضافة إلى 160 رخصة ممنوحة لشركات فرنسية في مختلف القطاعات.
تنظر فرنسا إلى السوق السعودي باعتباره سوقًا واعدًا وجاذبًا للاستثمارات. يُعتبر السوق السعودي من أكبر الأسواق في العالم، ويُظهر نمواً اقتصادياً ملحوظاً، مما يجعله فرصة قيمة للشركات الفرنسية للتوسع وزيادة حضورها في المنطقة. تتطلع فرنسا إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات، وتوسيع نطاق استثماراتها ومشاركتها في المشاريع الكبرى في المملكة.
ما هو دور التعاون الثقافي والتعليمي بين السعودية وفرنسا في تعزيز العلاقات الثنائية؟
التعاون الثقافي والتعليمي بين المملكة العربية السعودية وفرنسا يلعب دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
القنصلية الفرنسية في جدة تُبرز هذا التعاون من خلال تنظيم مجموعة واسعة من الفعاليات التي تعزز الحوار والتفاعل بين الثقافتين. من أبرز هذه الفعاليات التي تنظمها في جده الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى، الذي يجمع بين موسيقيين سعوديين وفرنسيين لخلق تفاعل يعكس التنوع الثقافي.
كما تشمل الأنشطة الثقافية الاحتفال باليوم العالمي للخريجين ويوم المرأة العالمي، ويُضاف إلى ذلك التعاون السينمائي مع مؤسسة البحر الأحمر السينمائية، حيث تُنظم مهرجانات سينمائية تُعزز التبادل الثقافي بين البلدين.
ومن الفعاليات البارزة أيضًا مهرجان الفرنكوفونية، الذي يستمر لمدة شهر ويجمع أنشطة ثقافية متنوعة بالتعاون مع المدارس الفرنكوفونية، بالإضافة إلى مهرجان الفيلم الأوروبي وفعالية "مذاق فرنسا" التي تعرض التراث الغذائي الفرنسي للجمهور السعودي.
من الناحية التعليمية، تُعتبر فرنسا وجهة مفضلة للطلاب السعوديين لما تقدمه من فرص تعليمية متميزة. الرسوم الدراسية في فرنسا منخفضة جدا مقارنة بدول أخرى، مما يجعل التعليم في الجامعات الفرنسية متاحًا لشريحة واسعة من الطلاب. كما أن العديد من الجامعات تقدم برامج أكاديمية باللغة الإنجليزية، مما يسهل على الطلاب غير الناطقين بالفرنسية متابعة دراستهم في تخصصات كثيرة.
تتميز الجامعات الفرنسية بتقديم برامج أكاديمية متقدمة في مجالات حيوية مثل الطب والهندسة. طلاب الطب يستفيدون من مرافق حديثة تشمل مختبرات بحثية ومستشفيات جامعية توفر لهم تجربة عملية قيمة. في الهندسة، يتم التركيز على التدريب العملي مما يمنح الطلاب خبرة قوية تؤهلهم للعمل في السوق العالمية. كما أن برامج التجارة وإدارة الأعمال تعدّ من بين الأكثر طلبًا، حيث يتلقى الطلاب تعليمًا يجمع بين النظرية والتطبيق، مما يعزز فرصهم في النجاح المهني.
يُعتبر التعاون الثقافي والتعليمي بين السعودية وفرنسا أحد الأساسيات في العلاقات الثنائية، حيث يساهم في تعزيز التفاهم المتبادل والتبادل الثقافي، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون المستقبلي.
كيف تنظر فرنسا إلى التطور السياحي في المملكة ؟
وسط التطورات السياحية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، ازداد عدد السياح الفرنسيين الذين يزورون المملكة. تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 110,000 سائح فرنسي يزور السعودية سنويًا. هذا الارتفاع يعكس الجهود المستمرة لتعزيز السياحة في المملكة وجذب المزيد من الزوار من مختلف دول العالم، بما في ذلك فرنسا.
يبلغ عدد السياح السعوديين الذين يزورون فرنسا سنويًا حوالي 130,000 سائح. وهذا الرقم يعكس اهتمام السعوديين الكبير بفرنسا كوجهة سياحية.
باعتبارها رائدة في مجال السياحة، تقدم فرنسا العديد من الخبرات والبرامج التي يمكن أن تستفيد منها المملكة العربية السعودية، خاصة في مجال الضيافة والفندقة، ومنها التدريب والتطوير المهني من خلال برامج تدريبية متقدمة في إدارة الفنادق والضيافة تشمل التدريب على تقديم خدمات عالية الجودة وإدارة العمليات الفندقية.
هناك العديد من الأماكن التي تقدم دورات تدريبية متخصصة في إدارة الفنادق وخدمات الضيافة، ومنها Institut Paul Bocuse الذي يوفر دورات متخصصة في فنون الطهي وإدارة الضيافة، ويعتبر من المراكز الرائدة في هذا المجال، وLe Cordon Bleu الذي يعد من أبرز مدارس الطهي وإدارة الفنادق في فرنسا، حيث يقدم دورات تدريبية متخصصة في فنون الطهي والضيافة، ويشمل برامج في إدارة الفنادق والخدمات، وAcadémie de Management Hôtelierالتي توفر برامج تدريبية مخصصة في إدارة الفنادق والخدمات.
وتقدم فرنسا أيضًا العديد من الخبرات في تصميم الفنادق والمنتجعات وتخطيط المساحات وفي تسويق الوجهات السياحية وجذب السياح، ويمكن للمملكة الاستفادة من هذه الخبرات والبرامج لتعزيز قطاع الضيافة والفندقة وتقديم تجارب مميزة للزوار.
من الأمثلة الملهمة على نجاح التعاون بين البلدين في هذا المجال، قصة عبد اللطيف الرشودي، الطالب السعودي الذي تخرج من كلية الطب وقرر متابعة شغفه بالطهي بعد تدريبه في Le Cordon Bleu في باريس.
فتح عبد اللطيف مخبزاً يُدعى "LÂM" في باريس، حيث يقدم مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تمزج بين النكهات السعودية والفرنسية، مما يعكس جودة التكوين وتبادل الخبرات بين البلدين.
قصة نجاحه يمكن أن تلهم الشباب السعوديين للاستفادة من الفرص التدريبية والتعليمية في فرنسا والمساهمة في تطوير القطاع السياحي في المملكة.
ما هي التحديات التي تواجه العلاقة السعودية الفرنسية في ظل التغيرات السياسية العالمية؟
تعتبر العلاقات بين المملكة العربية السعودية وفرنسا عريقة وراسخة، إذ تمتد جذورها إلى عقود سابقة، مما يعكس قوة الصداقة التي تجمع بين البلدين. تتسم هذه العلاقة بالتطور المستمر عبر مختلف الأصعدة، بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. تعتمد هذه العلاقات على توافق الرؤى، حيث تتشارك المملكة وفرنسا في العديد من القضايا التي تهم المنطقة والعالم، مما يعزز من قدرة البلدين على مواجهة التحديات المشتركة.
تسعى كل من السعودية وفرنسا إلى تعزيز التعاون الثنائي من خلال تبادل الخبرات وتطوير شراكات تساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
العلاقات السعودية الفرنسية ليست مجرد شراكة، بل نموذج للتعاون المثمر الذي يسعى إلى تحقيق مصالح مشتركة وفتح آفاق جديدة من التعاون المستقبلي.
شهدت زيارة سمو ولي العهد لفرنسا في العام 2018 توقيع 19 بروتوكول شملت قطاعات عدة .. كيف تسير اليوم؟
بعد توقيع 19 بروتوكولًا خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا في عام 2018، استمرت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وفرنسا في التقدم والازدهار. تلك البروتوكولات شملت مجالات متنوعة مثل البتروكيماويات، السياحة، والثقافة، مما أدى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي. في السنوات التي تلي ذلك، شهدنا توقيع مزيد من الاتفاقيات، مثل تلك التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية في ديسمبر 2021.
في السنوات الأخيرة، أصبح حجم الاستثمار بين البلدين يعكس عمق العلاقة حيث أن فرنسا تعد ثالث أكبر مستثمر أجنبي في السعودية، مع وجود أكثر من 300 شركة فرنسية تعمل في المملكة.
تلعب فرنسا دورًا بارزًا في دعم برامج رؤية المملكة 2030، حيث تعزز العلاقات بين البلدين التعاون في مختلف المجالات. تشمل المجالات التي تم توقيع اتفاقيات فيها البتروكيماويات، الصحة، والزراعة، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المملكة. كما أن التعاون في تطوير منطقة العلا، بما في ذلك إنشاء المركز الثقافي الفرنسي "فيلا الحجر"، يعكس التزام فرنسا بدعم المشاريع الثقافية.
ويمثل مشروع تطوير العلا شراكة بارزة، حيث تم توقيع اتفاقية التعاون بين المملكة العربية السعودية وفرنسا لتطوير العلا في عام 2018، وتأسست بموجبها الوكالة الفرنسية للعلا (AFALULA) والمركز الثقافي الفرنسي "فيلا الحجر". يعكس هذا الاتفاق التزام فرنسا بدعم المشاريع الثقافية، ويهدف إلى تحويل العلا إلى وجهة ثقافية وسياحية عالمية مع الحفاظ على تراثها، بما في ذلك مواقع فريدة مثل الحجر، الذي يعد أول موقع سعودي مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
فيما يتعلق بالتغير المناخي كيف يتعاون البلدين في ذلك؟
فيما يتعلق بالمناخ، هناك العديد من مجالات التعاون بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وفقًا لمبادئ اتفاقية باريس واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (UNFCCC).
ففي مجال الطاقة المتجددة، تسعى السعودية لتنويع مصادر طاقتها وتقليل الاعتماد على النفط، وفرنسا تمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال.
فيما يتعلق بتقليل الانبعاثات الكربونية، هناك إمكانية لتطوير تقنيات حديثة مثل احتجاز وتخزين الكربون، مما يسهم في تقليل تأثيرات التغير المناخي.
الاستثمار في الابتكار البيئي يشكل أيضًا مجالًا قويًا للتعاون، حيث يمكننا العمل مع بعض في تحسين كفاءة الطاقة وتطوير حلول مستدامة.
إن المشاريع البيئية مثل إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة تمثل فرصة للتعاون الذي يمكن أن يحدث تأثيرًا ملموسًا على البيئة.
هناك أيضًا قمة نيس للبحار والمحيطات التي ستعقد في عام 2025، وستتناول ارتفاع مستوى البحار ودرجة حرارة المياه وحماية البيئة. يمكن للسعودية وفرنسا التعاون في مبادرات مثل هذه.
تطور المملكة في استضافة أحداث رياضية كبيرة أخرها هو استلامها ملف استضافة كأس العالم بنسخة 2034 م ، كيف ممكن أن يكون هناك تعاون بين البلدين في ذلك؟
فرنسا لها تجربة كبيرة في تنظيم الفعاليات الرياضية كان اخرها الألعاب الأولمبية ونسخ سابقة من كأس العالم وهناك خبرة ممكن مشاركتها مع الأصدقاء السعوديين من خلال التنظيم ومنصات البيع والامن والتي تتطلب الكثير من التعاون، والمملكة خلال فترة قصيرة نجحت في استضافة فعاليات ومحافل رياضية وستكون تجارب فرنسا تحت تصرف السعودية ،وفرنسا والمملكة دائماً ماتجد الشراكة الإيجابية بينهم في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة.
استضافة المملكة لمواسم الحج والعمرة وهناك جالية إسلامية فرنسية كبيرة كيف يرى الفرنسيون ذلك التنظيم؟
القنصلية الفرنسية بجدة لديها اهتمام كبير في الجالية الإسلامية الفرنسية حيث يأتي سنوياً 60 ألف فرنسي مابين حاج ومعتمر ، وحج قرابة 11.5 الف فرنسي قدموا خلال حج العام الماضي، كما زرت مواقع الحجاج الفرنسيين هذا العام والجميع كان سعيد بالتنظيم والحفاوة التي وجدوها، ومن المؤكد أنه سنوياً يتم تحسين تلك التجربة في المملكة وذلك لراحة الحجيج والمعتمرين.
0 تعليق