قد تتسبب مقترحات الرئيس الأمريكي الفائز، دونالد ترامب، بشأن التعريفات الجمركية الشاملة في ارتفاع هائل في أسعار الملابس والألعاب والأثاث والأجهزة المنزلية والأحذية والسلع الكمالية، بحسب تقرير جديد صادر عن "ناشيونال ريتيل فيدريشن"، أوردته شبكة إن بي سي الأمريكية.

عواقب الرسوم على التجارة العالمية

تضاف الدراسة التي صدرت عشية الانتخابات إلى مجموعة التحليلات الاقتصادية والصناعية التي تحذر من التأثيرات التضخمية للنهج المتشدد الذي يتبناه المرشح الرئاسي الجمهوري تجاه التجارة.
وقال ترامب إنه سيفرض تعريفات جمركية بنسبة 10% أو 20% على جميع الواردات كما طرح أيضًا معدلًا مرتفعًا بشكل خاص للصين يتراوح بين 60% و100%.
ووجدت مؤسسة "ناشيونال ريتيل فيدريشن" أن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب سيكون ارتفاعات كبيرة في الأسعار بنسبة مكونة من رقمين في جميع فئات التجزئة الست تقريباً التي رصدتها مجموعة التجارة.

ضغوط على المستهلكين والأسر

وبحسب مكتب إحصاءات العمل، فإن هذه الأسعار الجديدة من شأنها أن تضغط على ميزانيات المستهلكين، وخاصة بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، التي تنفق ثلاثة أضعاف ميزانيتها الشهرية على السلع مقارنة بما تنفقه الأسر ذات الدخل المرتفع.

أكبر ارتفاع في الأسعار

خلص التقرير إلى أن أكبر ارتفاع في الأسعار قد يحدث للسلع الكمالية، ويمكن أن يترواح بين 36.3% و55.8 %، وعلى المستوى الكلي من شأن هذه الزيادات في الأسعار أن تؤدي أيضاً إلى تآكل الإنفاق الاستهلاكي.
ووجد التقرير أن ارتفاع أسعار السلع المباعة بالتجزئة من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض قدره 46 مليار دولار في القدرة الشرائية إذا فرض ترامب تعريفات جمركية عالمية -كما وعد في حملته- وخاصة التعريفات الجمركية المرتفعة على الصين.
وقال مارك زاندي كبير الاقتصاديين في "موديز":"إن التعريفات الجمركية على النطاق الذي اقترحه الرئيس ترامب ستعمل كزيادة ضريبية هائلة على الأسر الأمريكية لأنها تدفع المزيد مقابل جميع الواردات مما يقلل من قدرتها الشرائية، وبالتالي يثقل كاهل إنفاقها والاقتصاد بشكل عام".

تعريفات على المكسيك

ولم يأخذ التقرير في الاعتبار الاقتراح الجديد الذي قدمه ترامب، والذي أعلن عنه يوم الاثنين بفرض معدل تعريفة جمركية بنسبة 25% على المكسيك إذا لم تفرض البلاد قواعد حدودية أكثر صرامة والذي أعلن عنه خلال تجمع حاشد في رالي بولاية نورث كارولينا.

التأثير المتوقع لرسوم ترامب

الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى -بما في ذلك الرسوم الجمركية على المعادن الأجنبية والغسالات- فشلت في زيادة العدد الإجمالي للوظائف في الصناعات ذات الصلة، وفقا لتقرير عمل غير حزبي.
اقرأ أيضاً: فوز دونالد ترامب والجمهوريين يؤدي إلى تراجع أسواق السلع
وقالت ماري لوفلي الزميلة البارزة في معهد "بيترسون" للاقتصاد الدولي: ”إذا تم فرض ضرائب أعلى على هذه الواردات من الصين فإن إنتاجها سوف ينتقل إلى دول أخرى أقل نمواً وبالنظر إلى الأجور الأعلى نسبيا في الولايات المتحدة فمن غير المرجح أن يتم إيجاد العديد من الوظائف في هذه الصناعات وهذا يعني أن الأمريكيين لن يروا وظائف إضافية ولكنهم سيشهدون ارتفاع الأسعار".

تداعيات على التجارة العالمية

وفق المراقبين فإن قانون ترامب للرسوم الجمركية المتبادلة لن ينتهك قواعد الجات ومنظمة التجارة العالمية فحسب، بل إنه سيدمر الأساس الذي يقوم عليه النظام، وفق ما ذكر موقع هيربيرت سميث فري هيلز.
ومن المؤكد أن أعضاء آخرين في منظمة التجارة العالمية يستطيعون اللجوء إلى تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية ومن المؤكد كذلك أنهم سينجحون في حل شكاواهم.
اقرأ أيضاً: هبوط أسعار الذهب بعد إعلان فوز ترامب برئاسة أمريكا
وأعلن الاتحاد الأوروبي بالفعل أن رد فعله على الرسوم الجمركية التي يخطط ترامب لفرضها سيكون "فوريًا وشديدًا.

كيف سيبدو النظام التجاري العالمي الجديد؟

لا يمكن في هذا الإطار إلا التكهن ولكن من الممكن القول إن منظمة التجارة العالمية قد تصبح غير ذات صلة وقد يقتصر دورها (مثل عصبة الأمم) على إدارة معاشات التقاعد لموظفيها.
ومن المرجح أن تكون الاتفاقيات التجارية المتبادلة التي ستنجم عن هذه الحرب التجارية ثنائية وليست متعددة الأطراف وستختلف اختلافاً كبيراً نتيجة للمصالح التجارية المتنوعة والروافع التفاوضية كما ومن المؤكد أن الخاسر الأكبر سيكون الدول النامية التي تتمتع بقدر أقل كثيراً من النفوذ التفاوضي.