مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تتحول أفكاره الاقتصادية إلى حقيقة واقعة قريبًا بعودة قوة للتخفيضات ضريبية والرسوم الجمركية والحروب التجارية والطفرة في العملات المشفرة، وفق ما أوردت شبكة دويتش فيله الألمانية في تقريرٍ لها.

عودة ترامب إلى البيت الأبيض

فاز ترامب بولاية ثانية تاريخية صعبة بينما سيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ الأمريكي الأمر الذي من شأنه أن يسهل على ترامب تمرير أفكاره الاقتصادية كقانون ورغم أن الرئيس يتمتع بعدد من السلطات التنفيذية المباشرة فإن العقبة الأخيرة ستكون السيطرة على مجلس النواب.

تأثير ترامب على التجارة العالمية

قال مراقبون إن فوز ترامب من شأنه أن يفرض واقعا جديدا وخشناً على الاقتصاد العالمي حيث إن العديد من أفكاره الاقتصادية تشبه أفكاره في أول مرة تولى فيها السلطة ولكن هذه المرة أصبحت أفكاره أكثر دقة كما أصبح يتمتع بخبرة أكبر وعزيمة أكبر على دفعها إلى الأمام.
ووعد بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% أو 20% على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة ورسوم جمركية أعلى بنسبة 60% على الأشياء المصنوعة في الصين.
وفي الوقت نفسه وعد بإعادة التصنيع إلى أمريكا وخفض الضرائب وترحيل ملايين المهاجرين غير النظاميين.
ورغم أن بعض هذه الوعود قد تبدو متطرفة فإنها كافية لإقناع ملايين من الناخبين الذين يعانون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإسكان بأنهم سيكونوا في وضع أفضل اقتصاديا إذا دعموا ترامب.

تفاعل الأسواق العالمية مع فوز ترامب

ستخلف سياسات ترامب تأثيرا كبيرا على الاقتصاد الأمريكي ولكن سيكون لها أيضا تأثيرات كبيرة في مختلف أنحاء العالم.
قبل الانتخابات، كانت الشركات في مختلف أنحاء العالم قد أخذت في الاعتبار فوز الحزب الديمقراطي أو الجمهوري ووضعت خططاً للطوارئ.
كانت أسواق الأسهم في آسيا أول أسواق تفتح بعد الانتخابات متباينة بردود الفعل تجاه فوز ترامب فقد ارتفع مؤشر نيكاي الياباني ومؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 الأسترالي في حين انخفض مؤشر هانج سنج في هونج كونج ولم تتحرك الأسهم الصينية كثيرًا بينما حظين الأسواق الأوروبية بحالة من الهدوء.

هيمنة الدولار الأمريكي

فقدت العديد من العملات قيمتها مقابل الدولار الأمريكي الصاعد حيث سجل البيزو المكسيكي أكبر انخفاض له في ثلاثة أشهر حيث أصبح عرضة بشكل خاص للرسوم الجمركية الأمريكية المعتزمة لأنها الشريك التجاري الأكبر للبلاد.
وقال محللون إن ارتفاع سعر الدولار من شأنه أن يجعل السلع الأمريكية أكثر تكلفة بالنسبة للآخرين بشكل عام.
كما أنه من شأنه أن يجعل السلع العالمية التي يتم تسعيرها بالدولار أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يدفعون بعملات أخرى.
وأدى فوز ترامب إلى ارتفاع قيمة الدولار مقابل عملات الأسواق الناشئة في تطور من شأنه أن يكون له تداعيات اقتصادية كلية كبيرة على كثير من الدول.

ارتفاع جامح للدولار

ومع اتضاح فوز ترامب دفع ذلك عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى الارتفاع بنسبة 0.16% عند 4.44% في حين سجل مؤشر الدولار الذي يتتبع أداء العملة الخضراء مقابل سلة من العملات الرئيسية أكبر مكسب يومي له منذ نوفمبر 2022 وارتفع الدولار بنحو 1.5% مع ظهور النتائج في الساعات الأولى يوم الأربعاء، وفق ما ذكرت مجلة أفريكان بيزنس.
اقرأ أيضاً: بعد فوز ترامب.. الأسهم الأمريكية تفتح على ارتفاع
ومن المتوقع على نطاق واسع أن تشهد رئاسة ترامب تعزيز قيمة الدولار بشكل أكبر ويرجع هذا في الأساس إلى تعهده بزيادة التعريفات الجمركية بشكل كبير على السلع المستوردة.

ارتفاع تكاليف خدمة الديون

ولا شك أن هذا من شأنه أن يخلف عواقب وخيمة على كثير من الدول حيث قد تنخفض قيمة العملات المحلية نسبة إلى الدولار ففي الساعات الماضية ارتفع الدولار بالفعل بنحو 2% في مقابل عملة إفريقية هي الراند الجنوب أفريقي.
اقرأ أيضاً: هل يؤثر فوز ترامب على حرب أوكرانيا؟.. المجر تدعو إلى استراتيجية جديدة

فوز ترامب وقضايا المناخ

قال محللون إن فوز ترامب يعني كارثة بيئية وإنه لتجنب مستويات كارثية من الانحباس الحراري العالمي فإن العالم لديه وقت ضئيل لخفض الانبعاثات بشكل كبير ولكن في ظل حكم ترامب - الذي يخطط لسحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس مرة أخرى ومضاعفة الاعتماد على الوقود الأحفوري - من المتوقع أن يتباطأ وتيرة التحول الأخضر بدلاً من تسريعها، وفق ما ذكرت مجلة بوليتيكو الأوروبية.

معاناة الاقتصاد الأوروبي في عهد ترامب

كما واعتبر محللون إنه إذا مضى الرئيس المنتخب قدماً في تطبيق حتى نصف الأفكار التي طرحها أثناء حملته الانتخابية فمن المتوقع أن يعاني الاقتصاد الأوروبي من آلام شديدة فقد قال محللون في جولدمان ساكس إن اليورو قد يهبط بنحو 10% مقابل الدولار إذا أقرت الإدارة الجديدة خطتها الخاصة بفرض التعريفات الجمركية في حين قد تهبط أرباح مجموعة من أكبر الشركات الأوروبية بأكثر من 5% العام القادم.
دعا ترامب صراحة إلى مزيد من تدخل البيت الأبيض في عمل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي- البنك المركزي الأمريكي – وهو ما قد يكون له عواقب وخيمة على استقرار النظام المالي العالمي.