قرر ضحايا شركة “البناؤون الشباب” الخروج عن صمتهم أخيرا، من خلال ندوة صحافية ستعقدها الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة الجمعة المقبل بأحد الفنادق في الدار البيضاء، وستشهد حضور ممثلين عن مقاولات متضررة من الشركة المملوكة لشكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، حيث ستتسنى لهم فرصة اللقاء بوسائل الإعلام الوطنية من أجل كشف تفاصيل عدم توصلهم بمستحقاتهم لقاء الخدمات التي قدموها في مجموعة من المشاريع والأوراش التي كانت تدبرها الشركة المذكورة، وحقيقة وضعيتهم الاقتصادية والمالية نتيجة إخلالها بالتزاماتها تجاههم.
وأفاد عبد الله الفركي، رئيس الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، في تصريح لهسبريس، بأن قرار خروج بعض المقاولات المتضررة من أزمة شركة “البناؤون الشباب” إلى العلن لم يكن سهلا، إذ استنفدت جميع القنوات والوسائل الودية من أجل إقناع الشركة المدينة بأداء ما عيلها من مستحقات لفائدتها، قبل لجوء عدد منها إلى القضاء، تحت ضغط وضعيتها المالية الصعبة، وملاحقتها بدورها من قبل موردين ومزودين، في سياق سلسلة متعددة الحلقات من المديونية أطلقتها شركة البناء المذكورة، بعد توقفها عن أداء قيمة الفواتير والكمبيالات المستحقة بذمتها لفائدة المتعاملين معها منذ السنة الماضية.
وأضاف الفركي أن رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بصفته التمثيلية الحالية، يتحمل مسؤولية كبرى من خلال نشاطه الاقتصادي والتجاري الخاص، إذ إنه ملزم بإظهار نموذج إيجابي في الالتزام بالقوانين التي سهر شخصيا على إخراج بعضها إلى الوجود، مثل القانون المتعلق بآجال الأداء، مؤكدا أن ملف شركة “البناؤون الشباب” مرشح لمزيد من التصعيد، وذلك باستمرار ظهور ضحايا جدد، وارتفاع قيمة مبالغ الدين، ما يفاقم الوضعية المالية الصعبة لهذه الشركة، موضوع حجوزات من قبل مؤسسات عمومية، مثل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومجموعات بنكية مختلفة، بالإضافة إلى موردين ومزودين في إطار التعاقدات غير المباشرة والمناولة.
ووفق المعطيات المتوفرة حاليا تجر شركة “البناؤون الشباب” وراءها مديونية ثقيلة تقدر بـ230 مليون درهم تجاه موردين، إضافة إلى حجوزات تحفظية بقيمة 5 ملايين درهم لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومليون درهم لصالح “مصرف المغرب ليزينغ”، وكذا ديون متفرقة بقيمة 4 ملايين درهم لفائدة موردين آخرين؛ ناهيك عن أقساط غير مسددة ضمن قروض ممنوحة من قبل شركات “إكدوم” و”صوفاك” و”المغربية للإيجار” و”فيفاليس”، وكذا “وفا باي” ومؤسسات أخرى.
يشار إلى أن شركة “البناؤون الشباب” تواجه مشاكل في الحصول على تمويلات بنكية لتغطية التزاماتها المتفاقمة تجاه الأجراء والموردين والمزودين، إذ أغلقت مجموعات بنكية أبوابها في وجهها بسبب تورطها في حالات عدم أداء (Incidents de paiement)، خصوصا خلال فترة تسيير رئيس “الباطرونا” لها، ما يطرح تساؤلات حول إدراج رجل الأعمال في قوائم “المنع البنكي”؟، باعتباره مسيرا مباشرا لشركة ذات مسؤولية محدودة SARL، يوجد مقرها الاجتماعي في فاس، علما أن جميع أنشطتها متركزة في الدار البيضاء.
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>
0 تعليق