قلّل باحثون مغاربة متابعون للشأن الطاقي العالمي من “حدّة تأثير” الضربات الإسرائيلية على سوق النفط الدولية، معتبرين أن الهجوم الصاروخي الذي جرى تنفيذه في وقت مبكر من يوم الجمعة على عاصمة الدولة الفارسية طهران كردّ على الهجوم الذي شنته إيران منذ أسابيع على تل أبيب “كان محدود النتائج”؛ وهو ما يجعل الحديث عن “ارتفاع مخيف” في أسعار النفط “مستبعدا” إذا لم تتجنّد الجمهورية الإسلامية للردّ.
سقف مستبعد
الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز الطبيعي، أفرغ الحدث مما قد يبدو “تسرعا” في التحليل، مشددا على أن ضربات إسرائيل محدودة، وليس من صالح الولايات المتحدة الأمريكية أن تتسع رقعة الحرب، في الوقت الذي يقبل فيه البلد على الانتخابات الرئاسية”.
ووضح اليماني، في تصريحه لهسبريس، أن “أي ارتفاع في أسعار برميل النفط سيكلف بايدن وحزبه ثمنا غاليا، إذا ما أدى ذلك إلى تصويت عقابي ضده من قبل الأمريكيين”.
وأضاف الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز الطبيعي أن أي ارتفاع في أسعار النفط سيصب مباشرة في صالح الدب الروسي؛ مما سيزيد من إيراداتها وتمويل للحرب في أوكرانيا، وهذا ما يتفاداه الغرب.
وخلص اليماني إلى أن رد الدولة العبرية على الدولة الفارسية “كان تقريبا في سياق مبدأ “ضربة بضربة” بهدف تحقيق نوع من التوازن؛ وأمريكا تسعى نحو تهدئة الأوضاع، وتحذر من الانزلاق إلى حرب شاملة”.
وزاد المتحدث ذاته شارحا: “ربما تكون الهزات في الأسعار الدولية خفيفة جدا؛ ولكنها لن تصل إلى سقوف تهدد الوضع الأمريكي”، مردفا أن “المغرب في كل هذه القصّة يتعرض لضربتين؛ الضربة الأولى هي الاهتزاز في أسعار برميل النفط الخام، وهناك أيضا التكرير الذي يشكل الآن ما بين 10 و20 في المائة من تكلفة المحروقات. ونحن أصبحنا عراة فيما يتعلق بحلقة التكرير. ويضاف إلى ذلك الحلقة الأخرى المتعلقة بالتوافق حول الأسعار في السوق المغربية”.
تداعيات محدودة
مصطفى لبراق، الباحث في الاقتصاد والشأن الطاقي، ذهب في “الاتجاه التفكيكي” نفسه لليماني، معتبرا أن “الضربات الأخيرة التي قامت بها إسرائيل على إيران كانت موجهة إلى مناطق عسكرية بحتة”، مشددا على أنه “تبين، حسب مزاعم إيران، أن تأثيرها كان ضعيفا نوعا ما”.
وزاد الباحث في الاقتصاد والشأن الطاقي: “وبما أن هذه الضربات لم تشمل المناطق الصناعية النفطية أو المناطق النووية، فإن التقديرات تسير في اتجاه أنها لن تؤثر بشكل كبير على أسعار النفط عالميا”.
وذكر لبراق، في تصريحه لهسبريس، أنه “ربما يكون هناك تأثير طفيف؛ لكن لن يكون بذلك الحجم، الذي يغير معطيات صناعة النفط بشكل عام”.
وأضاف المتحدث عينه أن “هذا يشير إلى أن إيران لن ترد على إسرائيل حتى لا تتسبب في حرب واسعة، ويستبعد أن تردّ عموما وفق ما كان رائجا كتصريحات لمسؤولين إيرانيين طيلة أسابيع؛ مما يعني وجود نوع من التراضي على هذه الضربات، وهو ما يترك نوعا من الارتياح للسوق النفطية”.
وأجمل الخبير في الشأن الطاقي قائلا: “بالتالي، أعتقد أن المنطقة لن تشهد تطورات كبيرة في سوق النفط نتيجة ما قامت به إسرائيل؛ بل يبقى موضوع ارتفاع أسعار النفط مرتبطا بتطور الطلب في الصين والولايات المتحدة في الوقت الحالي”.
وختم بالقول إن “النمو في هذين البلدين ليس كما هو مطلوب، حتى الآن. ونتصور أن تبعات الضربات لن تكون لها تأثيرات قوية كما كان مرتفعا كتوقعات، نظرا لنوعيتها”.
0 تعليق