«دبي للتصميم» يحتضن الإبداعات المستدامة - اليوم الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

* عمر القرق: بدأتُ عارضاً وأضبحت قيّماً فنياً 
* آمنة الشامسي: فكرتي مستلهمة من حوار مع جدتي
* حصة الكندي: الشبرية مثل الكنبة في عصرنا 
* ندى حسن: اخترت الفخار لأنه صناعة تقليدية مهمة


دبي: مها عادل 
على مدار العقد الماضي، نجح أسبوع دبي للتصميم في إحداث تأثير عميق ومستدام؛ حيث حافظ على مهمته الأساسية في تسليط الضوء على المواهب من منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا، وتقديم تصاميم مبتكرة وراقية لجمهور عالمي، وقد بدأ كاحتفال بالإبداع، لكنه نما ليصبح قوة دافعة لتعزيز النمو المستدام والابتكار في المنطقة.
وهذا العام يقام تحت شعار «عَقْد من الإبداع»، ليطلّ بروح مبدعة وشخصية مبتكرة هذا العام، مواصلاً نجاحاته وإنجازاته.
من أهم المعارض التي يضمّها هذا الحدث الإبداعي، معرض المصممين في الإمارات، تحت إشراف القيّم الفني للمعرض عمر القرق، والذي يتحدث لـ«الخليج» عن طبيعة المعرض هذا العام، ويقول: «ينطلق المعرض هذا العام تحت شعار «التوظيف والراحة»، حيث نحفز المشاركين على تقديم أعمال إبداعية تلتزم بهذه الأفكار، والمعرض يضمّ مجموعة كبيرة من العارضين من مختلف الجنسيات يصل عددهم الى 33 مصمماً، بينهم 8 من الإمارات، والباقي من دول العالم، لدينا مشاركون من إيران ومصر والسعودية والهند ولبنان، تتميز تصميماتهم بالابتكار والتجديد في الشكل والمضمون والألوان».


ويضيف: «التنوع الثقافي الذي يوفره المعرض للمواهب له فوائد عديدة، فهو يساعدنا على التعرف إلى الثقافات الأخرى، ونتأثر بها ونتعلم منها كما نصدّر لهم معارفنا وإبداعاتنا الإماراتية ليتعلموا منها، وأعتبر نفسي ابناً للمعرض، حيث بدأت به كعارض فقط منذ ثلاث سنوات، وهذا العام تمّ اختياري قيماً فنياً به للمرة الأولى».
«صندوق المندوس»
تقول المصممة آمنة الشامسي، 26 عاماً، متخرجة في جامعة زايد، تخصص تصميم داخلي، عن فكرة التصميم التي تشارك به هذا العام ضمن المعرض: «أشارك بقطعة فنية مستوحاة من «صندوق المندوس»، واستلهمت الفكرة من حوار دار بيني وبين جدتي، وكانت تروي لي أهمية هذه القطعة في الثقافة الإماراتية، وتعدد استخداماتها، وكيف اختفت من حياتنا هذه الأيام، فحدثتني عن «المندوس»، وكيف كان يستخدم لتخزين الهدايا والملابس قديماً، فوجدتها فكرة جيدة لصناعة قطعة مستوحاة من البيئة بشكل مبتكر، ولها استخدام يومي، لهذا صممت قطعة بحجم كبير تناسب احتياجات العصر، مع الحفاظ على روح المندوس وطريقة تزيينه، وهي قطعة كبيرة تصمم حسب الطلب، وتكون متينة وجميلة المنظر وسهلة الاستخدام».
وتتابع: «القطعة تختلف عن المندوس التقليدي الذي كان يتميز بغطاء ثقيل الوزن، يجعل فتحه صعباً، ولكن في تصميمي جعلته أسهل في الفتح، ويصنع حسب الطلب، وبالتالي يلائم المساحات المتاحة، لكننا حافظنا على جماليات التصميم والمواد المستخدمة التي تتضمن الخشب والنحاس، وحافظنا أيضاً على الشغل الجمالي والحليات التقليدية، واستخدمنا الألوان التي تبدو مبهجة ولافتة أكثر، وتناسب طبيعة الألوان في البيوت الحديثة، فاستخدمنا في هذه القطعة اللون الأخضر المستوحى من فكرة الذكريات، وإعادة توظيفها لإثراء الحاضر».
قطعة أثاث إماراتية
أما المصممة حصة الكندي، 24 عاماً، المتخرجة في جامعة زايد، تخصص تصميم داخلي، فتروي تجربتها مع مشاركتها في المعرض لأول مرة هذا العام، وتقول: «هذه أول مرة أشارك في أسبوع التصميم، وحرصت أن أقدّم قطعة أثاث إماراتية قديمة، وتحيي ماضينا وتراثنا، وعندما بحثت وقع اختياري على قطعة «الشبرية» التي ترتبط بذكريات بيت جدتي التي كانت تعيش في الشندغة بدبي القديمة، وكان لديها قطعة أثاث تعتز بها؛ حيث كان يجلس عليها جدي، فاستوحيت التصميم منها».
وتتابع: «تعتبر الشبرية مثل الكنبة في عصرنا الحديث، لكن لم يكن لها مسند ظهر، وهذا الشيء لم يعد موجوداً بحياتنا في الإمارات، فأحببت أن أقدّم شيئاً من تراثنا ليضاف في بيوتنا، وأضفت مسند الظهر والمخدات أيضاً للراحة وسهولة الاستخدام، وصنعت فرش الشبرية من مادة تقليدية بتراثنا، وهي حبال السفن وقمت بتضفيرها بطريقة «العقص» أو «المجدولة»، وهذا يرجع لأن جدتي كانت تحكي لنا قصص الشندغة القديمة، وهي تقوم بعقص أو جدل شعورنا، وهذا التصميم إهداء لجدتي وكل أجدادنا». 
قيمة فنية
تشاركنا المصممة ندى حسن، شعورها بالسعادة لمشاركتها بالمعرض، وتقول: «أعيش في الإمارات منذ عام 2008 درست الفنون في الجامعة الأمريكية بالشارقة، ومنذ عامين أسست شركتي لتصميم الفخار، وحالياً، أعمل قطعاً فنية لها توظيف جيد وقيمة فنية وجمالية، وسعيدة بمشاركتي هذا العام في المعرض، من خلال تصميم عبارة عن وعاء لتبريد المياه مصنوع من الفخار، والمواد الخام متوفرة من البيئة الإماراتية، فالطين المستخدم مزيج بين طين الإمارات وطين باكستان، وكلها مواد موجودة في الدولة، واخترت الفخار؛ لأنه صناعة تقليدية مهمة، فهو من أقدم المواد التي استخدمها الناس في كل مكان لحفظ المياه وتبريدها، وهي من تراثنا بالمنطقة العربية».


وتضيف: «تنبع أهمية هذا التصميم؛ لكونه يقدم خدمة متعددة للمستهلك، فهو يوفر وسيلة صحية لتنقية المياه وتبريدها، إلى جانب كونها قطعة ديكور فنية تضفي الفخامة والتميز على المكان، فنحن حالياً نستخدم بكثرة البلاستيك أو المعادن لحفظ المياه، بينما الفخار هو المادة الصحية التي كنا نستخدمها على مر الزمان، فالمياه الموجودة في بلاستيك، وبالتالي لن تكون جيدة للصحة؛ لأنها ستصبح ملوثة».
وتتابع: «حرصت أن يقدم التصميم الوظيفة والجانب الفني، وأيضاً هو مفيد صحياً، فكل قطعة في التصميم لها وظيفة، وفي الوقت نفسه، يمكن أن تصبح كمجموعة لها وظيفة، السلاسل تجعلها مستقرة ومتوازنة، حتى لو تغير وزن القطعة عندما تصبح خالية من الماء، والمائدة الصغيرة الموجودة بقربها؛ لأن مكان شرب المياه يفترض أن يكون مكاناً لتجمع الناس، ولو للحظات قصيرة يمكنهم فيها التواصل والقيام بأحاديث قصيرة والأكواب أيضاً من الفخار».

أخبار ذات صلة

0 تعليق