*عيسى يوسف: جزء مهم من هويتنا الحضارية
* أوراق علمية متنوعة تعكس التحديات والآفاق
افتتحت هيئة الشارقة للآثار، السبت، بالتعاون مع المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وجمعية السلام لحماية التراث البحري في المغرب، وجامعة خورفكان، النسخة السادسة من مُلتقى الساحل الدولي، تحت عنوان «التراث الثقافي الساحلي والمغمور بالمياه – التحديات والآفاق: سواحل إمارة الشارقة نموذجاً».
الملتقى الذي يستمر يومين في مقر جامعة خورفكان، يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية التراث الثقافي الساحلي والمغمور بالمياه، والذي يعد أحد الكنوز الحضارية التي تروي تاريخ وثقافة المنطقة، من خلال سلسلة من الجلسات النقاشية والأوراق البحثية التي تتناول التحديات والفرص المستقبلية، إضافة إلى تقديم تجارب دولية في مجالات الحماية والتوثيق.
وحضر الافتتاح عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، ود. علي هلال النقبي، مدير جامعة خورفكان، ود.صباح عبود جاسم، مستشار الهيئة، والمهندس عبدالرحمن عبدالله النقبي، عضو مجلس أمناء الجامعة مدير بلدية خورفكان، ود.سيف خميس النقبي، عضو مجلس أمناء أكاديمية الشارقة للنقل البحري، وشيخة علي النقبي، عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، نائب مدير الجامعة للشؤون المالية والإدارية، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية. وتضمن الافتتاح عرض فيلم وثائقي تناول المواقع الساحلية في إمارة الشارقة وأهم طرق التجارة البحرية منذ الألف الثالث قبل الميلاد حتى العصر الحديث.
وقال عيسى يوسف: «يُمثل هذا الحدث خطوة مهمة ضمن جهود إمارة الشارقة الرامية إلى تعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للمعرفة في مجال التراث الثقافي، ويمهد الطريق نحو إرساء شراكات عالمية تضع التراث الثقافي الساحلي والمغمور بالمياه في صدارة الاهتمام الدولي، تجسيداً لرؤية وتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في أن تكون الإمارة منارة للعلم والتنمية الثقافية، وخلق حوار علمي مبتكر لحماية هذه الكنوز الثقافية».
وأضاف: «يُعَد المُلتقى الذي يعقد لأول مرة في غرب آسيا، منصة استراتيجية تجمع بين الرؤية المستقبلية والخبرات العالمية، بما يخدم التراث الإنساني ويثري الحراك الثقافي على الساحة الدولية. ونحرص في هيئة الشارقة للآثار على إيجاد حلول مستدامة تضمن صون التراث الساحلي والمغمور بالمياه، الذي يمثل جزءاً مهماً من هويتنا الحضارية، ونعمل على تقديمه للعالم بصفته رمزاً يعكس أصالتنا ويعزز التواصل الثقافي».
تمكين الباحثين
وأعرب د.علي هلال النقبي، عن سعادته بالمشاركة في هذه النسخة من الملتقى لتعزيز الجهود المبذولة لتمكين الباحثين في مجال العلوم والتكنولوجيا البحرية، والذي يعد بمنزلة مجال علمي متخصص صاعد يواكب متغيرات ومتطلبات العصر الحديث.
وأشار إلى أن جامعة خورفكان الأولى على مستوى الدولة في طرح برنامج أكاديمي متكامل يختص بتدريس العلوم البحرية في ظل الطبيعة الجغرافية الفريدة للمدينة التي تقع على شواطئ بحر عُمان، ما يجعلها المكان المثالي لدراسة الأحياء البحرية ضمن مواطن طبيعية فريدة من نوعها، وذلك بالتعاون مع جامعة إكستر البريطانية إحدى أفضل الجامعات على مستوى العالم.
وأضاف: «لن تتوانى جامعة خورفكان عن دورها الأكاديمي والبحثي، وستبقى أبوابها مشرعة دائماً للعلم والمعرفة، وذلك بقيادة وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس الجامعة والتي تستمد من خلالها أسرتها الأكاديمية والإدارية والفنية العزيمة والهمة للاستمرار في البناء والعطاء والتميز العلمي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي».
مشاركة دولية
وتضمنت الجلسة الافتتاحية أوراقاً علمية لخبراء دوليين، الأولى قدمها البروفيسور روي كاريتا، أستاذ فخري بجامعة ماديرا في البرتغال، بعنوان «التراث الثقافي المغمور بالمياه في الشارقة»، واستعرض حملتين بحثيتين للبعثة البرتغالية للتنقيب تحت الماء في الإمارة، في نوفمبر/تشرين الأول 2018 وديسمبر/كانون الأول 2021. وفي الورقة الثانية، ناقش د.جون كيمورا، عالم آثار بحرية وأستاذ مشارك في جامعة توكاي في اليابان، التجارة البحرية على طريق الحرير الإسلامي، بما في ذلك اكتشاف حطام سفينة «تشاو تان» في التراث الثقافي المغمور بفيتنام، واستعرض بعض التهديدات والحلول المقترحة.
وتناولت د.ليلى كاركتر، من الولايات المتحدة، ورقة حول التعلم الآلي باستخدام «السونار» في الكشف عن حطام السفن تحت الماء، تلاها الباحث موسى ويلي من السنغال، الذي استعرض تنفيذ اتفاقية 2001 لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأهمية التعاون المحتمل مع الدول العربية لتعزيز هذه الجهود.
وقدمت هيئة الشارقة للآثار عرضاً خاصاً لتقنية المعلومات، شمل تقنيات الواقع الافتراضي بما يخص المواقع والقطع الأثرية، باستخدام أحدث الأدوات التكنولوجية.
تجارب
تضمنت الجلسة الختامية ورقتين، الأولى من السعودية، وقدمها د.فيصل الجبرين وفارس حمزي، وناقشا فيهما جهود هيئة التراث بالمملكة في استكشاف التراث الثقافي المغمور على ساحل البحر الأحمر. واستعرض د.هنريك ستال، عميد كلية علوم البحار والأحياء المائية في جامعة خورفكان، في ورقته التعليم البحري وأهمية التكامل بين البحث العلمي وحماية التراث الثقافي الساحلي والمغمور في الشارقة.
التعاون والانفتاح
يمثل التراث الساحلي والتراث الثقافي المغمور بالمياه جزءاً جوهرياً من الإرث الحضاري للشارقة؛ إذ تمتد سواحل الإمارة على الخليج العربي غرباً وبحر عمان شرقاً، ما يعكس موقعها الاستراتيجي عبر العصور، ما أضفى أهمية خاصة على جهود هيئة الشارقة للآثار، التي تولي عناية كبيرة لإجراء مسوح أثرية متقدمة بالتعاون مع مؤسسات علمية عالمية لتوثيق هذا التراث الفريد وحمايته. وتسعى الهيئة من خلال مُلتقى الساحل الدولي إلى توسيع نطاق التعاون والانفتاح على التجارب الإقليمية والدولية في مجال التراث الثقافي المغمور بالمياه، بما يسهم في تعزيز البحث العلمي المتخصص في هذا المجال لدعم علوم المحيطات وإثراء المعرفة، وتعزيز الوعي بقيمة هذا التراث بصفته جزءاً أصيلاً من الهوية الإنسانية المشتركة.
ولا تنسى الضغط هنا ومتابعة قناتنا على تليجرام
0 تعليق