مُجَرَّد سوء «تفاقـم» - اليوم الإخباري

صحيفة الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إيمان الهاشمي

قال الكاتب جبران خليل جبران: [كل ما يوجع النفوس الحساسة في هذا العالم هو «سوء التفاهم»]، ولعله لم يدرك آنذاك أنه في المستقبل سيتحوّل حرف الهاء إلى قاف «التفاقم»! حيث تفاقم وضع التفاهم كثيراً إلى أن أصبحنا اليوم نعاني سوء التواؤم وكثرة التشاؤم! وسوء التلاحُم ونُدرة التراحُم! وسوء التزاحُم وبطء التقادُم! وسوء التصادُم ونقص التنادُم! وسوء التقاسُم وفُجْر التخاصُم! وسوء التعامُل وقُبح التجامُل! وسوء التساهُل وضُر التجاهُل! وسوء التفاعُل وإثم التناقُل! وسوء التساؤُل وفقر التفاؤُل! وسوء التضاؤُل وجُبن التخاذُل! وسوء التداوُل وبطش التطاوُل! وسوء التنازُل وكُره التعادُل! وسوء التواكُل ودَرء التكافُل! وسوء التثاقُل وشرّ التغافُل! وسوء التفاضُل وغشّ التواصُل! وسوء التراسُل وذنب التكاسُل! وسوء التبادُل ودويّ التجادُل! وسوء التحايُل وفُحش التمايُل! وسوء التكامُل ووحش التحامُل! وسوء التعاوُن وعار التهاوُن! وسوء التفاوض وسُفه التناقض! وسوء المعاجِم بوصف المُهاجم! فبعض «الأوادِم» قلبوا الألف إلى عين «العوادِم»! ليحرقوا الحق وتشتدّ المَظالِم، وماذا قد يأتي بعد كل هذا؟...... الله العالِم!

في ربوع الطبيعة والجمال اللبناني، بين الأحلام الوردية والأماني، وُلد الموسيقار (عاصي الرحباني)، المؤلف الموسيقي والكاتب المسرحي والشاعر الإنساني، والديكتاتور الفني والمايسترو الأناني، حيث كان صاحب الكلمة الأخيرة بشتى المعاني، ولكنه لم يكن يوماً المجرم أو الجاني، فهو مؤسس الظاهرة الفنية الشهيرة بــ[الأخوين رحباني]، بالتعاون مع أخيه الأصغر الملحن منصور، الذي حفر معه اسم العائلة على مر العصور، فهل يجوز ألاّ يفوز؟ بعد كل هذا التميز والبروز، وبعد اكتشاف موهبته كاكتشاف الكنوز، وزواجه الميمون من الأسطورة (فيروز)، لإطلاق سراح الإبداع المحجوز، بموسيقى تأبى النشاز أو النشوز، وبصوتٍ لا يعرف النغم المهزوز، ليعشقه الطفل والشاب والعجوز، هكذا استمرت الأعمال في الانطلاق، إلى أن انفصلا وحدث بينهما الطلاق، فتصدعت أرض الفن العربي كالزلزال، حد الاعتزال أو الانعزال، من جرَّاء هذا النزال.

صنعت موسيقاه السلام في الحياة، فغادر منها بسلام عند الوفاة، حيث دُفن في بيروت الشرقية، أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، واشتعال العلاقات السياسية، ومع ذلك تم إيقاف النزاع مؤقتاً بين الطرفين، بل تم وَقْف إطلاق النار من الجهتين، بالإضافة إلى تسهيل المرور عند نقاط التفتيش، أي بلا أي عوائق باسم الإهمال أو التهميش، وذلك حتى يتسنى لجنازته العبور، ولكي ينعم بالهدوء بين القبور.

الاسـم: عاصي الرحباني

التاريخ:

1923 – 1986 63 سنة

الجنسية: لبناني

النشاط: موسيقي

من أعماله: Loulou Theatre


ولا تنسى الضغط هنا ومتابعة قناتنا على تليجرام

أخبار ذات صلة

0 تعليق