إعداد: عائشة خمبول الظهوري
يقع وادي إيا الغربي وسط اليابان، وهو من أكثر المناطق عزلة وسحراً في البلاد. يتميز الوادي بجمال طبيعي خلاب، يجمع بين التضاريس الوعرة، والأنهار الصافية، والمنازل القديمة ذات الأسقف القشية التي تذكرنا باليابان قبل قرن من الزمن. هذا الوادي الذي كان يوماً ما مأوى للاجئين والمحاربين المهزومين، اشتهر بوجود جسور فريدة تمتد عبر نهر إيا، تم صنعها من الكروم وهي تعكس عبقرية السكان المحليين الذين عاشوا هنا منذ قرون.
تاريخياً، كانت جسور الكروم أداة أساسية للتنقل عبر الوادي. بالرغم من أن الأساطير تحيط بأصل هذه الجسور، إلا أن الحقيقة الثابتة هي أنها كانت مصنوعة من نبات الوستارية القوي. كان السكان المحليون يزرعون الكروم على جانبي النهر حتى تنمو إلى أطوال كافية، ليتم نسجها معاً وتدعيمها بألواح خشبية، تفصل بينها مسافات تراوح بين 8 و12 بوصة.
لم تكن الجسور في بدايتها مستقرة، بل كانت تتأرجح بشدة، ما جعل عبورها تحدياً كبيراً لمن لا يعتاد عليها. ورغم تناقص عدد جسور الكروم إلى ثلاثة فقط، لا يزال جسر «إياكازوراباشي» الأكبر والأشهر منها جميعاً، إذ يبلغ طوله نحو 150 قدماً وارتفاعه 50 قدماً فوق المياه، ويجعله ذلك وجهة سياحية مميزة. ومع أن الجسور قد حُصِّنت بالأسلاك والدرابزينات الجانبية في السنوات الأخيرة، إلا أن عبورها لا يزال نوعاً من المغامرة، خاصة لأولئك الذين يخشون المرتفعات، فالمسافة بين الألواح تكفي لإثارة قلق أي شخص عند محاولته العبور.
يُعاد تجديد هذه الجسور كل ثلاث سنوات، لضمان بقائها على حالها، ما يُظهر التزام المجتمع المحلي الحفاظ على هذا التراث التاريخي والطبيعي الفريد.